على خطى التعليق في عهد بن علي : الدنيا " كلات بعضها " والمعلّق يقول إن الأجواء " عال العال " في الملّاسين

على خطى التعليق في عهد بن علي : الدنيا " كلات بعضها " والمعلّق يقول إن الأجواء " عال العال " في الملّاسين

رغم مرور أكثر من يومين على لقاء نصف النهائي الذي دار بملعب الملاسين بين الأولمبي للنقل والنادي الصفاقسي لم أنس ما كان يترنّم به المعلّقان عماد بن عمارة ورمزي القلعي وخاصة هذا الأخير الذي جعلنا نشكّ حتى في أنفسنا ونشك في أننا كنا نشاهد معهما اللقاء ذاته أم كنّا نشاهد لقاء آخر في كوكب آخر.

لقد شاهدنا جميعا ( والمعلقان معنا ) وشاهد العالم معنا ما حدث مساء الأحد بالملعب  إلى درجة أن بعضنا تساءل : هل اللقاء يدور في تونس أم في الفلوجة ؟... شاهدنا الشماريخ كيف كانت تتهاطل على الجميع من كل حدب وصوب ... شاهدنا إصابات بين اللاعبين والإطار الفني وحتى الحكم ذاته فقد  نزل عليه " شمروخ " من السماء لكنّه تظاهر بأن شيئا لم يحدث ... شاهدنا فصلا من يوم القيامة وحكما يبدو واضحا أن له " تعليمات " بعدم إيقاف اللقاء إلا " بعد حصول كارثة " لا قدّر الله ... شاهدنا كل شيء إلا مقابلة في كرة القدم .

ومقابل كل هذه الكوارث كان المعلّق رمزي القلعي  يغرّد خارج السرب ... كان يقول ويعيد إن الأمر " عال العال " وإن " الأجواء منعشة " وإن " التنظيم محكم " وإن رجال الأمن قاموا بكل ما يلزم لتأمين اللقاء وتأمين سلامة اللاعبين وكافة الموجودين على الميدان ..." ... هو لم يقل " إن السماء صافية وإن العصافير تزقزق " ويل ليته قالها وارتاح وأراحنا...

لقد اجتهد هذا المعلّق في تزييف الحقيقة وقد نسي أن لنا  جميعا عيونا نرى بها ما يحدث ولا تحتاج إلى وصف أو تعليق من حضرته كي نفهم ما يحدث.

إنه شيء مؤسف حقّا أن يعجز البعض عن التخلّص من رواسب الماضي وأن يسعى ( وهو في مؤسسة وطنية عمومية على ملك الشعب كله ) إلى المغالطة والتزييف جهارا نهارا ودون شعور بأي خجل.

بقيت ملاحظة مهمّة جدا نسوقها إلى المشرفين على مصلحة الرياضة في مؤسسة التلفزة التونسية : إن كثيرا من الأمور في حاجة إلى مراجعة جذرية ومنها التعليق الرياضي والأساليب البالية التي ما زال أغلب المعلقين يعتمدونها ... ثم وهذا هو المهمّ ضرورة مراجعة أسماء المعلّقين أنفسهم . فنحن نعرف وأنتم تعرفون والكثير من أفراد هذا الشعب يعرفون أيضا كيف التحق أغلبهم بالتعليق والحال أن لا شيء في الدنيا يؤهلهم لذلك ... وأكتفي هنا بهذا القدر حتى لا أغوص في تفاصيل أخرى ربّما ليس المجال مجالها ... الآن على الأقل.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق