عدنان الحاجي يدعو إلى الحكمة و " نقابة اليعقوبي " تتمسّك بمنطق " معيز ولو طاروا " والحكومة لا تتضامن مع وزيرها ؟؟؟

عدنان الحاجي يدعو إلى الحكمة و " نقابة اليعقوبي " تتمسّك بمنطق " معيز ولو طاروا " والحكومة لا تتضامن مع وزيرها ؟؟؟

 

في ظل الحرب الضروس القائمة منذ مدة بين وزير التربية ناجي جلول ونقابتي التعليم الثانوي والتعليم الأساسي  يبدو أن " التضامن الحكومي " قد غاب أو اندثر خاصة أن حكومة يوسف الشاهد لم تساند وزيرها الذي ينتمي إلى حزب رئيس الحكومة  ويقوم بتنفيذ سياسة الحكومة في مجال التربية والتعليم . ولعلّ غياب التضامن الحكومي  أصبح يوحي بأن الحكومة مستعدة للتضحية بالوزير في أي وقت تحت ضغط  نقابي غريب يبدو أن المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد العام التونسي للشغل يتبناه ويغذّيه .
وفي حوار بثّ البارحة على قناة " التاسعة " دعا النائب والنقابي المعروف عدنان الحاجي إلى التعقّل والحكمة وإلى تخلّي النقابتين عن المطالبة بإقالة ناجي جلول مفيدا بأن المنحى الذي انخرطت فيه نقابتا اليعقوبي والقمودي سيؤدّي إلى نتائج كارثية على كافة الأصعدة . وبالرغم من كل ما يقال عنه من أنه " راديكالي " ومتشدّد نقابيا منذ العهد البائد فقد أبدى الحاجي موقفا  عقلانيّا في التعامل مع الأزمة  القائمة . وفي المقابل أكّد عضو نقابة التعليم الثانوي الذي شارك في الحوار أن " المعيز " يمكن أن تطير من خلال إصراره على أن المطلب الرئيسي للأساتذة  والمعلمين ونقابتيهم ليس مهنيا أو نقابيا بل هو إقالة الوزير لا غير.
ولا شكّ أن تمسّك النقابتين بهذا الطلب رغم أن البعض اقترح إمكانية أن يعتذر الوزير عمّا اعتبره المربون " إهانات متكررة " من قبل الوزير في حقّهم  مقابل فتح أبواب الحوار مجددا والتخلي عن قرار الإضراب  يعتبر عنادا غير مفهوم  لأنه يكرّس عقليّة التغوّل التي يبدو أنها عشّشت في رؤوس البعض من النقابيين  الذين لم يعودوا يفرقون بين العمل النقابي الذي لا يمكن لأي كان أن يجحده عنهم أو ينكره عليهم وبين الحسابات السياسية  التي أصبحت ترتهن جيلا كاملا من أطفالنا وشبابنا  بسبب " عركة " قد تكون شخصية بين الوزير وبعض النقابات . وهذا هو الخطير في النهاية خاصة في ظل صمت رهيب من حكومة الوزير وكأن لسان حالها يقول : " أنا بريئة منك يا جلّول " ... فتدبّر أمرك بمفردك ...
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق