عجائب : أمريكا أشعلتها بين قطر وجيرانها وبعد اتهامها برعاية الارهاب أمضت معها صفقة سلاح بقيمة 12 مليار دولار

عجائب : أمريكا أشعلتها بين قطر وجيرانها وبعد اتهامها برعاية الارهاب  أمضت معها صفقة سلاح بقيمة 12 مليار دولار

 

أمضت الولايات المتحدة الأمريكية ودولة قطر يوم الاربعاء 14 جوان 2017 عقدا بقيمة 12 مليار دولار ( حوالي 30 ألف مليار من مليماتنا أي حوالي ميزانية بلادنا ) تمنح بموجبه أمريكا طائرات من نوع  " آف 16 " . وخلافا لأي منطق يمكن أن يسود هذا العالم يأتي إمضاء هذا الاتفاق في وقت تعيش فيه دولة قطر أزمة ديبلوماسية  لا سابق لها  وعزلة  من قبل جيرانها  الخليجيين  ومنهم طبعا العربية السعودية .
هذا الخبر أعلنه  وزير الدفاع القطري في بلاغ نشر مساء  الاربعاء  ( بكل فخر واعتزاز حسب نص البلاغ )  وتضمّن مبلغ الصفقة بالتحديد . وقال الوزير إنه يعتقد أن بلاده ومن خلال هذا الاتفاق ستتمكّن من الاهتمام بأمنها الخاص ومن تقليص العبء على الولايات المتحدة  في حربها على التطرّف العنيف  حسب ما جاء في البلاغ . وأوضح البيان أيضا أن هذا الاتفاق يمثّل مرحلة مهمّة جدا  للدفع بالعلاقات  العسكرية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة  وأن قطر تتمنّى أن تتواصل المناورات العسكرية المشتركة  مع  " شركائنا في الولايات المتحدة " حسب ما أفاد به الوزير القطري للدفاع خالد العطيّة .
ومن جانبه عبّرت الولايات المتحدة عن ارتياحها بعد إمضاء هذا الاتفاق وأكّدت أن الطائرات المعنية  ( وعددها 36 طائرة ) سيتم تسليمها إلى قطر على سنوات .
وأوضحت الصحف الأمريكية أن هذا الاتفاق موجود من عهد الرئيس باراك أوباما  وأن  الريئس دونالد ترامب لم يعترض على إتمامه  بالرغم من الوضع الاستثنائي جدا الذي تعيشه قطر منذ حوالي نصف شهر بعد أن اتهمتها السعودية بتمويل مجموعات إرهابية  داخل المملكة  وفي مناطق أخرى من الجهة .
وتأتي هذه الصفقة أيضا في وقت لم ينس فيه العالم كلّه موقف الرئيس الأمريكي من أزمة قطر مع جيرانها الخليجيين  إذ ساند السعودية والإمارات  وأشعل النار بين كافة الأطراف قبل أن يعود إلى بلاده  " غانما سالما " .
ولعلّ ما لا يمكن  أن يقبله عقل بشر سويّ في هذا العالم تصريحه الشهير الذي  أدلى به اليوم الجمعة وقال فيه : " للأسف الشديد فإن قطر كانت راعية للإرهاب  العالمي وفي مستوى عال جدا " . فمن جهة  تعتبر قطر في نظر الإدارة الأمريكية  أحد أهمّ من يرعى الإرهاب العالمي . ومن جهة أخرى كيف يمكن فهم  كيف تسمح الإدارة الأمريكية  ببيع طائرات حربية إلى  " دولة إرهابية " ؟. ولو أن دولى أخرى هي التي أمضت صفقة  مماثلة مع دولة قطر هل كانت الولايات المتحدة  تغض الطرف دون أن  " تشبّعها "  وأن تشهر  " الحرب " على الدولة  التي تريد بيع السلاح إلى قطر ؟.
ولعلّ ما لم يفهمه العرب منذ غزوة  أحد إلى اليوم أن الولايات المتحدة  لا ترى فيهم إلا " ماكينات "  بترول وأموال وسوقا للمواد الاستهلاكية  الأمريكية والأسلحة الأمريكية  التي يكاد يأكلها الصدأ في مخازنها ... ونراهن أي عربي ( خليجي بالخصوص )  أن تستطيع قطر أو الكويت أو السعودية أو مصر أو الإمارات أو غيرها شراء أي نوع من السلاح من الولايات المتحدة يكون في نفس القيمة أو أكثر تطوّرا من الأسلحة المتوفرة لإسرائيل .
ومعنى هذا أن السياسة الأمريكية لا تقوم إلا على أمرين أساسيين : مصالحها وأمنها القومي من جهة ومصلحة إسرائيل وأمنها  من جهة أخرى . أما ما زاد على ذلك فهراء وكلام فارغ  للأسف الشديد ما زال العرب يصدّقونه ... إلى اليوم .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق