عبير موسي : " التجمعيّة " التي تحاضر في الشرف

عبير موسي : " التجمعيّة " التي تحاضر في الشرف

الحصري - مقال رأي

ليست المرة الأولى التي تطلّ فيها  الأستاذة عبير موسي علينا من خلال شاشة التلفزة . وليست المرّة الأولى التي تستخفّ فيها بمشاعر ملايين من الأشخاص في  هذه البلاد التي اكتوت عشرات السنين بنار حزب بورقيبة  الحزب الإشتراكي الدستوري ومن بعده حزب بن علي التجمع الدستوري  الديمقراطي .وليست المرة الاولى التي تظهر فيها علينا من خلال برنامج سمير الوافي بالذات . 
ولئن وجدنا للوافي بعض العذر في المرة الأولى عندما استضافها باعتبار أنها تثير الجدل بحضورها في برنامجه فعلى أي أساس ولماذا استضافها هذه المرة أصلا ؟. فهذه الأستاذة التي سخرت في مناسبات أخرى من هذا الشعب ومن ثورته ولم يكن ناقصا آنذاك إلا أن تسمعه ما لا يرضى وأن تطلب منه أن يعتذر للتجمعيين أجمعين  ما زالت على موقفها مصرّة على أنها لم تخطئ بانضمامها إلى هذا  الحزب الذي أفسد الحياة السياسية والعامة في البلاد  ودمّر حياة الآلاف من الأشخاص الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم لم ينتموا إليه .
 وما زالت هذه الأستاذة إلى اليوم تصرّ على استبلاه الناس بالقول إنها خدمت البلاد ولم تخدم مصالح الحزب وإنها  لم تستفد مباشرة  من خلال منصبها الذي لم يكن في متناول أي كان إلا إذا كان هذا الشخص " متاعهم " بكل ما تعني الكلمة من معنى .  ولعلّ الكثير من زملاء الأستاذة ومن زملائنا أيضا يعرفون أن الإستفادة لا تكون دائما بالمنح المباشرة بل هناك أساليب أخرى يجازى بها " المخلصون " للتجمع وعصابات الطرابلسية وبن علي وشيبوب وغيرهم  على غرار إسناد القضايا الكبرى التي تهم المؤسسات الكبرى إلى محامين  معروفين  لا على أساس الكفاءة أو الإختصاص أو أي شيء من هذا القبيل . وعوض أن تعترف هذه الأستاذة بأنها أخطأت عندما انضمت إلى هذا الحزب " عن حسن نيّة " بهدف خدمة البلاد وأنها اكتشفت في ما بعد أن هذا الحزب أكبر ناهب للبلاد فإنها ما زالت مصرّة على المكابرة والعناد وخاصة على استفزاز الناس  والضحك على ذقونهم ... وحتى إن صدّقنا  ما قاله الوافي أمس من خلال حوار مباشر جمعني وإياه على أمواج إذاعة " أوكسيجين – أف أم "  عندما برر استضافتها بأنها " مواطنة حرّة تعبّر عن رأيها متى أرادت "  فإن هذا لا يعطيها الحق في أن تعطي الدروس إلى زملائها الذين ناضلوا ضد  " عرفها " أيام الجمر أي عندما كانت هي ممسكة بفرشاة دهن تلمّع بها صورة النظام وحزب الخراب ... ونذكر بالخصوص الأستاذين اللذين ادعت أنهما  " يخافان من المواجهة " أي محمد عبّو والعياشي الهمامي  وكلاهما رفض أن يلتقي معها في برنامج تلفزي واحد .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق