عارض في السابق المساواة في الميراث وساندها اليوم مع الباجي : هل أن عثمان بطيّخ مفتي التونسيين أو مفتي " السلطان " ؟

عارض في السابق المساواة في الميراث وساندها اليوم مع الباجي : هل أن عثمان بطيّخ مفتي التونسيين أو مفتي " السلطان "  ؟

 


يبدو أن مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ قد فقد نهائيا مصداقيته من خلال تصريحاته المتناقضة وفتاويه الغريبة والتي لم تحترم قدسيّة هذا المنصب الحسّاس الذي يتطلب الرصانة والجديّة وعدم التلاعب بالمواقف .
سماحة المفتي ناقض نفسه في ملف المساواة بين الجنسين في الميراث ، إذ أكد في فتوى نشرها على وكالة تونس افريقيا للانباء يوم 26 جوان 2016  أنه لا يجوز شرعا المساواة في الارث بين الرجل والمرأة، حين دعت وزيرة المرأة والاسرة والطفولة، سميرة مرعي فريعة (آنذاك)، إلى فتح حوار مجتمعي حول هذه المسالة ومناقشتها من كل النواحي الدينية والمجتمعية والاقتصادية .
وأوضح مفتي الجمهورية، في تدخله، أنه لا يجوز الاجتهاد في هذه المسالة لان النص القرآني صريح في ذلك، وحسم فيها بحكم الاية الواردة في سورة النساء "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين"، موضحا أن هذا النص هو نص شرعي محكم وتبنته مجلة الاحوال الشخصية"... وأوصى بعدم الخوض في هذا الموضوع لانه "سيفتح المجال للمتطرفين لاستغلاله ضد تونس بدعوى انها خارجة عن شرع الله والبلاد في حاجة إلى التهدئة" بحسب تعبيره " .
الى هنا انتهت فتوى المفتي عثمان بطيخ الرافضة اصلا للنقاش في ملف المساواة في الميراث  ، لتنقلب اليوم الى 180 درجة عبر بيان " تطبيلي " و "تهليلي " يؤكد فيه سماحة المفتي "إن الأستاذ الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية أستاذ بحق لكل التونسيين وغير التونسيين وهو الأب لنا جميعا بما أوتي من تجربة سياسية كبيرة وذكاء وبعد نظر".
واعتبر ديوان الافتاء أنّ رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، خلال خطابه أمس الأحد 13 أوت بمناسبة اليوم الوطني للمرأة أنه "كان رائعا في أسلوبه المتين وكانت مقترحاته التي أعلن عنها تدعيما لمكانة المرأة وضمانا وتفعيلا لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات التي نادى بها ديننا الحنيف في قوله تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" فضلا عن المواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية والتي تعمل على إزالة الفوارق في الحقوق بين الجنسين"، حسب نص البلاغ.
ويتضح أن مفتي الجمهورية التونسية إمّا قد عاوده " الحنين" ليصبح مفتي " البلاط " والسلطان ويزيّن الفتاوى وفق شهوات ونزوات السلطة مثلما ما كان معمولا به في العهد البائد والانظمة الدكتاتورية التي حكمت في بعض  البلدان العربية ، أو ان بطيّخ قد كذب على التونسيين في إحدى الفتوتين وكما قيل سابقا : من شكر ثم ذمّ فقد كذب مرتين .. فما بالك من أفتى ثم ناقض فتواه ؟!
ويتساءل اخرون ان كان سيتبقّى للمفتي الحالي بطيخ مصداقية لدى الشارع التونسي وهو يطالع فتاويه المتناقضة والمسايرة في مجملها للسلطة الحاكمة حتى وإن تناقضت مع ما أنزل في أحكم التنزيل ومع الآيات القرآنية الواضحة . وهل سيصدق التونسيين مستقبلا بطيخ حتى ولو أعلن عن مواعيد رؤية الهلال في المناسبات الدينية  بعد ان بان بالكاشف ان مواقفه وفتاويه تتلوّن وفق مصالحه ودون مراعاة مشاعر 98 بالمئة من مسلمي  الشعب التونسي ؟!!

التعليقات

علِّق