عادى الجميع وقاد كرتنا الى الحضيض: "دكتاتور" ما بعد الثورة يلجأ الى "الغورة" للهيمنة على "الكورة"

عادى الجميع وقاد كرتنا الى الحضيض: "دكتاتور" ما بعد الثورة  يلجأ الى "الغورة" للهيمنة على "الكورة"

 

شكري الشيحي
منذ انتخاب وديع الجريء رئيسا للجامعة التونسية لكرة القدم يوم 31مارس 2012 ، وكرة القدم التونسية تعيش الخيبات والنكسات والصراعات وزادت امعانا في تغذية لعنة الجهويات وتكريس الفشل تلو الأخر بشكل لم يسبق له مثيل .
وديع الجريء العنوان الأبرز للفشل (ان كان له روّاد وقادة) كما يلقّبه أغلب النقاد في الشأن الرياضي، فاجأ الجميع بتقديم ترشحه لمواصلة تسيير الجامعة التونسية لكرة القدم لمدة نيابية جديدة، في وقت كان الجميع ينتظر انسحابه مرفوقا باعتذار علني للتونسيين عما ارتكبه من اخفاقات محلية واقليمية وما ألحقه "هولاكو" العصر من خراب بكرة القدم التونسية طيلة الأربع سنوات الفارطة.
فترة وديع الجريء هي دون شكّ الأشدّ سوادا وقتامة في تاريخ كرة القدم التونسية.. وهي الحقبة الزمنية التي شهدت اخفاق المنتخب في التأهل لمونديال البرازيل، وكانت بداية الفضيحة بانسحاب مذلّ ضد منتخب الرأس الاخضر قبل أن يسعف  المنتخب باحتراز تاريخي ليتأهل للقاء الفاصل ضد "شيوخ "  الكامرون الذين سحقوا منتخبنا برباعية تاريخية..ومع ذلك لم يخجل "الدكتور الجريء" في البحث عن وصفة رعوانية باثارة احتراز جديد في قلب دوالا عقب نكسة تاريخية  .
معالم الانهيار لم تتوقف عند حدود العجز عن بلوغ المونديال، بل أن الاقصاءات تتالت وانهمرت على رأس منتخبنا في "الكان" و"الشان" بنتائج مخجلة ضد منتخبات كانت تعاني كثيرا في الأدوار التمهيدية حتى تبلغ شرف منافسة تونس ولو وديا، ولكنم هيهات.. فنحن الأن على أبواب سحب قرعة المونديال ونجد وفق تصنيف الفيفا راهنا في المستوى الثاني مما سيعقّد من حظوظنا دون شك في بلوغ أرض روسيا بعد سنتين، وما دمنا نتلو الفشل كعنوان للمرحلة، فلا يمكن التغاضي عن فضيحة أخرى دوّنها الكنزاري والجريء في تصفيات الأولمبياد حينما عاثا فسادا في الاختيارات والولاءات لنحصد الاقصاء سريعا من أرض السينغال ونترك المجال للكبار بعيدا عن مطامع الصغار..
مع الجريء تداول على منتخبنا ترسانة من المدربين، لكن الرابط الرفيع بينهم جميعا هو الفشل ابتداء من سامي الطرابلسي وتلاه نبيل معلول مرورا برود كرول ثم "النكرة" جورج ليكنز..قبل أن تجود قريحة الجريء وزبانيته باختيار يمكن تصنيفه في خانة المبكيات-المضحكات، وهو اعادة هنري كاسبارك الى تونس بعد غياب قارب السبعة عشر عاما..وهو كرم لم يسبق له مثيل ويبدو أن البولوني-الفرنسي نفسه لم يتوقعه ولم يظن يوما أنه سيعود الى أرض تونس بغير صفة السائح..ولكن "الوديع" نفض عنه الغبار منتصف شهر جويلية الفارط..
الجريء ومثلما قرأنا في أقاصيص الأولين عن "دون كيشوت" وطواحين الهوى، فانه لم يملّ من الصراعات وكان يحارب بلا هوادة، بنفس طويل امتدّ من طارق ذياب الى محرز بوصيان ثم ماهر بن ضياء ..ودخل في صراعات مع أغلب الأندية والهياكل في تونس كما عكّر علاقتنا ب"الكاف" ودخل في صدام مع حياتو..ولم يبق للرجل سوى معاداة أوباما وبان كي مون ان وجد سبيلا للأمر، فالرجل تعاهد مع نفسه على ما يبدو لنا على خلق الصدامات وافتعال الخلافات تاركا كل النقائص جانبا ليعتني بخلافات شخصية أصرّ على خوضها، متغافلا عن أمهات القضايا في كرة باتت تقسّم البلاد الى "جنوب" يقال انه محمي ببركات "الوديع" وشمال ووسط يتهمان الجامعة بالتهميش ونيران بطش الجريء..ومتناسيا قطاعا تحكيميا أفلس ماديا ومعنويا وباتت شبهة التلاعب فيه تفوح الى العلن وتزكم كل الأنوف الا الذي يتنفس به دكتور جامعة الكرة..
هل بعد هذا الخراب ما يستدعي فعلا البقاء والتشبت بجنون العظمة و"أنا" الحاكم للكرسي لدى الجريء..ألم ير ويسمع ويقرأ كل ما كتب وأذيع وقيل ودوّنه الفايسبوكيون وتغنّت به أهازيج الفيراج ورفعته شعارات الملاعب؟ أفلا يفكّر الجريء فعلا في مستقبل كرتنا لينصرف الى شأنه بعدما كلّت النفوس في نقده وعرض مهازله؟؟
 

التعليقات

علِّق