صاحب نزل تم تحريف كلامه يسافر الى فرنسا للرد على أكاذيب برنامج " Envoyé Spécial "

مازال الجدل يتواصل حول الحلقة الاخيرة من برنامج " Envoyé Spécial " الذي بثته القناة الفرنسية الثانية يوم 17 جانفي الماضي . حيث أظهرت الحلقة المذكورة الأوضاع الأمنية في تونس بالخطيرة جدا وان البلاد تعيش تحت وقع التهديدات من قبل السلفيين والتيارات الدينية المتشددة التي صارت تفرض نمط عيش جديد على التونسيين . وجاء في نفس البرنامج ان اصحاب النزل والمستثمرين في السياحة صاروا يتعرضون يوميا لمضايقات السلفيين الذين يمنعون بيع المشروبات الكحولية على الشواطئ وفي المناطق السياحية . ولئن ذكرنا في مقال سابق الاكاذيب التي استعملها الاعلام الفرنسي لتشويه صورة تونس وتحريض السياح على هجرة البلاد ، الا اننا نواصل الكشف عن آخر التطورات في ملف الحال .
حيث تبين بعد الهجمة التي شنها التونسيين على الصفحة الرسمية للبرنامج المذكور دفاعا عن صورة وطننا ، ان الصحفيين الفرنسيين استعملا عديد المغالطات والحيل لتوجيه " الروبرتاج " نحو أفغنة وصوملة تونس ..
فالحلقة تم تصويرها في شهر نوفمبر الماضي وكان من المقرر ان يقع بثها نهاية نوفمبر 2012 لكن تم تأجيلها لشهر جانفي لدواعي مشبوهة . فالمعلوم ان شهر جانفي وفيفري يتم خلالهما حجز الغرف والرحلات السياحية للصيف القادم وبالتالي فان تمرير البرنامج في هذه الفترة سيترتب عنه تراجع كبير في عروض طلب الحجوزات السياحية في تونس . وبالتوازي مع ذلك تم تمرير الحلقة في وقت مسموم على اثر رفض الخارجية التونسية العدوان الفرنسي على مالي المسلمة في مناسبة أولى ، وكأن الاعلام الفرنسي حاول توجيه رسائل خفية للسياسيين في تونس مضمونها كلمة بوش الشهيرة ' من ليس معي فهو عدوي " .
الجديد ايضا في هذا الملف ان مدير التسويق بالنزل الذي تم تمريره في الروبرتاج صرح اثر عرض البرنامج انه تعرض للتحيل ، حيث تم تصوير لقاء صحفي معه دام 30 حوالي دقيقة لكن لم يقع تمرير سوى 12 ثانية من الحوار تتضمن بعض الملاحظات حول السلفيين وهو دليل على توجيه التحقيق نحو سياسة تضليلية معينة .
وللاشارة فان المسؤول المذكور بالنزل كتب توضيحا على الفايسبوك وارسل ردا رسميا للقناة الفرنسية في اطار حق الرد لكن لم يتم نشره على موقع القناة وهو الآن في فرنسا لمتابعة الامر وللدعاية للوجهة التونسية وتحسين صورة بلادنا التي اساء لها هذا البرنامج . كما علمنا ايضا ان المتعاونين التونسيين الذين عملوا مع فريق الانتاج في اعداد هذه الحصة في تونس ، كانوا قد انتبهوا لسوء نية الفرنسيين حيث نبهوهم الى المغالطات والتوجيهات التي يسعون للقيام بها ، لكن الفرنسيين حسب شهادات هؤلاء كانوا على اتصال مباشر مع سفارتهم بتونس لم يودوا الاستماع الى النصيحة حيث تخلوا على كل التونسيين الذين نصحوهم مما يؤكد ان الفرنسيين كانوا يضمرون لنا شرا . .
بقي ان نشير في الختام ان البرنامج الفرنسي المسيئ لصورة تونس ولئن كشف عن وحدة أغلب التونسيين مهما اختلفت توجهاتهم السياسية وذودهم في الدفاع عن صورة تونس ، فانه كشف ايضا عن سلبية الفاعلين في قطاع الاعلام التونسي . حيث لاحضنا بكل استغراب صمتا رهيبا لنقابة الصحفيين وجمعية مديري الصحف ونقابة مديري المؤسسات الاعلامية ونقابة الثقافة والاعلام الذين لم يحركوا ساكنا لهذه الاساءة لبلدهم والحال انهم تعودوا على اقامة الدنيا في كل المناسبات الاخرى. فهل ان مصالح بعضهم مع السفارة الفرنسية وراء هذا الصمت ام هو مجرد سهو ونسيان لقضية اساسية كان من المفروض ان يقع التعامل معها بصفة جادة .
شكري الشيحي
التعليقات
علِّق