سياسة العصا و الجزرة الامريكية مرفوضة وتهافت هؤلاء على الجزر الامريكي مُدان...

سياسة العصا و الجزرة الامريكية مرفوضة وتهافت هؤلاء على الجزر الامريكي مُدان...

كثيرا ما نسمع أن الولايات المتحدة الامريكية تمارس وتستخدم في تعاملاتها مع الدول الأخرى أساليب وتكتيكات وطرق مختلفة تتأرجح بين الترغيب والترهيب وبين التهديد والوعيد ، وهي ما تعرف بسياسة العصا والجزرة ، وهي سياسة يستخدمها الأقوياء بحق الضعفاء .

والمراد بتلك السياسة هي أن واشنطن كدأبها تمارس أسلوب التهديد والوعيد والضغط بقوة على الدول التي ترفض تبني وتنفيذ سياساتها والجريان في فلكها، فتتذرع بأعذار وحجج واهية، وتختلق وتخترع مشاكل لتلك الدول، لتجد المبررات لها، فتلوّح بعصاها الغليظة وتطلق تهديداتها، أو تقوم بالتحريض ضدها وتأليب الدول الأخرى عليها، ومن ثم تفرض الحصار الاقتصادي والعسكري عليها، أو توقف المساعدات المالية والعسكرية عنها إذا كانت من ضمن الدول التي تقدم لها مثل تلك المساعدات، وغيرها من عقوبات وممارسات عدوانية تصل لحد الضربات العسكرية الاستباقيـة وشن الحروب عليها.

كذلك تقوم أمريكا باغداق سيل المساعدات المادية والعسكرية وغيرها من المساعدات المعنوية والعينية، وتنهال الجزرات الأميركية على الدول التي ترضخ لأوامرها وتنفذ سياساتها ورغباتها وتخدم مصالحها.

ويبدو أنه بهذا المنطق تتعامل ادارة الرئيس بايدن مع الواقع التونسي بعد اجراءات 25جويلية حيث تراوحت تصريحات مسؤوليها و تعليقات اعلامها بين العصا و الجزرة.كما بدا ثابتا أن الامريكان مهتمون بما يحدث في تونس أكثر من اهتمام التونسيين أنفسهم اضافة الى حرصهم على أن يكونوا المبادرين قبل غيرهم من الدول في مساعدة تونس لا لعيوننا و انما حفاظا على مصالحهم بالنظر للموقع الجيوسياسي المهم في منطقة شمال افريقيا و المتوسط

كل هذا يمكن تفهمه ويمكن ادراجه الجزرة الامريكية في العلاقة الديبلومسية التاريخية الجيدة بين البلدين لكن أن تلوح واشنطن بالجزر للمنظمات الوطنية و للمجتمع المدني فنكون بذلك خرجنا من الديبلوماسية الى التدخل في شؤوننا وهذا مرفوض.

فلا يحق للوفد البرلماني الذي سيزور تونس غدا الاحد و الاثنين أن يلتقي سوى بالممثلين الرسميين للدولة التونسية فمنه يفهمون ومعهم يتفاهمون. وأما بعض الجمعيات و الشخصيات التي ستهرول لتلبية طلب هذا الوفد باللقاء فانهم يسيؤون بذلك لانفسهم قبل ذلك اساءتهم للبلد.وهو ما عبرت عنه بعض المنظمات و الجمعيات التي رفضن تلبية الدعوة ورفضت الجزرة الامريكية

التونسيون لا يرفضون الرغبة الصادقة للادارة الامريكية في مساعدة بلادنا اقتصاديا وحرصها على حسن تواصل التجربة الديمقراطية وعدم الانحراف بها في اطار علاقة افقية قوامها الاحترام و التنسيق المباشر مع الجهات الرسمية لكنهم يرفضون سياسة العصا و الجزرة ويرفضون الغرف المظلمة التي تدار فيها المواقف وتتخذ فيها القرارات بناء على تقارير و اجتماعات مع جمعيات و شخصيات مشبوهة هدفها تدمير كل ماهو جيد في البلاد متبعين سياسة "عليّ و عل اعدائي"

ولنا عودة مفصلة في مقال اخر عن هؤلاء...

ريم بالخذيري

التعليقات

علِّق