سليم الرياحي : " هذا ردّي على من تمنّوا نجاح الإنقلاب ضد أوردوغان نكاية في حركة النهضة "
تعليقا على حادثة الانقلاب الفاشل في تركيا ، قال رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أن "ما وقع في تركيا كان مناسبة لتبديد أحلام بعض الإنقلابيين " الصامتين في تونس ". ودوّن الرياحي على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي أنه" لا يمكن المرور على حادثة فشل الانقلاب العسكري في تركيا دون استخلاص عديد العبر كسياسيين ، خاصة بعد ما لمسناه من محاولة اسقاط هذا الوضع على الواقع التونسي، وهو ما يستدعي منا التوضيح حتى لا تختلط المسائل أكثر مما هي عليه اليوم:
ما وقع في تركيا كان مناسبة لتبديد أحلام بعض الإنقلابيين " الصامتين وهم مجموعة صغيرة من الإنتهازيين من رموز النظام السابق الذين لفضتهم ماكينة الديمقراطية ولم يجدوا موقعا في مختلف الأحزاب السياسية الحالية ، هؤلاء لم يستوعبوا بعد الخطوات التي قطعناها في تونس لتكريس الحريّة وإعادة السلطة إلى الشعب الذي يقرّر من يحكمه عبر الصندوق والبرلمان وليس عبر الدبابات والثكنات ، يقفون على الربوة لاقتناص كبواتنا ثم يظهرون في كل مناسبة لتمرير أجنداتهم وشعاراتهم الكاذبة ، و كلهم شوق للعودة لزمن كانوا يسمّون فيه الإنقلاب " بالتحول البارك " و الإستبداد " بعهد التغيير" ..
لهؤلاء أقول أن التونسي "عندما يجدّ الجد" لن يعترف الا بقداسة الصندوق ، مهما كانت قساوة الظروف خلال المرحلة الإنتقالية بعد الثورة.
هناك أيضا من كانوا يتمنون نجاح الإنقلاب على أردوغان نكاية في حركة النهضة و تطلعا لسقوطها وربما تمنيّا لإبعادها عن المشهد السياسي التونسي ، هذا الموقف لما يحمله من إقصاء و راديكالية لا يستهويني و لا يتماشى برأيي مع حتمية تعايشنا بمختلف مشاربنا السياسية في هذا الوطن القادر على إحتوائنا جميعا.
بناء على ما عايشته عن قرب في كواليس السياسة بدءا بلقاء باريس ثم جميع الأحداث المتتالية الى اليوم ، تبين لي أن حركة النهضة مرتاحة جدا بتونسيتها وطوّرت كثيرا في أفكارها و توجهاتها وبالتالي لا يمكن مقارنتها بأي من الحركات الإسلامية الموجودة في العالم ، كما ان وجودها اليوم في المشهد السياسي كان بفضل مليون صوت تونسي انتخبها لما لهم من ميولات إسلامية محافظة و هذا حقّ يكفله الدستور.
وجود النهضة جنبا إلى جنب مع العلمانيين و الليبراليين و اليساريين صورة جميلة عن تونس لابد أن نحافظ عليها في ظلّ احترام الدستور والقانون، فلا أحد منا يريد العودة الى الإقصاء و المحاكمات السياسية و القمع و التهجير.
بالعودة لأردوغان ، عليه أن يستغل وقوف الشعب التركي في وجه الإنقلاب لتعزيز مكتسبات تركيا من الحريات و الإصلاحات ، كما يجب عليه مراجعة سياسته الخارجية خاصة فيما يتعلق بالملف السوري .
التعليقات
علِّق