سفيرة السينغال بتونس : الأفارقة السود يلقون كافة المعاملات السيئة في تونس‎

سفيرة السينغال بتونس : الأفارقة السود يلقون كافة المعاملات السيئة في تونس‎

 

ما زال الإعتداء الذي تعرض له أمس  الديبلوماسي السينغالي " عصمان فال " من قبل بعض أعوان الأمن بمطار تونس قرطاج الدولي تسيل الكثير من الحبر  خاصة في تونس والسينغال. وهي تهدّد بكل جدية بحدوث أزمة في العلاقات التاريخية الممتازة بين البلدين الصديقين والشقيقين إن شئنا . وفي هذا الإطار نشرت إحدى الصحف السينغالية نقلا عن السفيرة السينغالية بتونس قولها إن السود هنا يتعرّضون إلى كافة أنواع المعاملات . وأوضحت السفيرة أنها بمجرّد علمها بالحادث اتصلت بوزيرخارجية بلدها لتعلمه بما حدث . وأضافت الصحيفة أن الديبلوماسي  المعتدى عليه ما كان يجب أن يعامل بتلك الطريقة  حتى لو أنه لم يكن ديبلوماسيا لأن هذا التصرف يمكن أن يسيء إلى العلاقات بين البلدين إضافة إلى أنه يتنافى مع المواثيق الدولية  المتعلق بالسلك الديبلوماسي.
وأضاف المقال إن " فال " قد تعرّض إلى اعتداء عنيف وسالت منه دماء كثيرة وأن ملابسه قد تم تمزيقها . وأشارت الصحيفة إلى أن السفيرة أخذت لها صورة مع الشهادة الطبية التي منحت  للديبلوماسي بعد الإعتداء .
وتقول الصحيفة إن الملف كاملا وضع أمام السلطات التونسية  كي تتحمل مسؤوليتها. وقد كاتبت السفيرة وزير خارجية بلادها  لتحتجّ على الطريقة التي عومل بها الديبلوماسي " فال " وهي تأمل أن يمثل المعتدون أمام القضاء خاصة أن السيد " فال " سيقدم قضية ضدهم .
 وختمت السفيرة قائلة : " يؤسفني أن يعامل السود في تونس بمختلف الطرق المهينة . وحتى أولئك الذين حاولوا تصوير الواقعة تم إيقافهم والإعتداء  عليهم بوحشية ."
هذا إذن ما قالته الصحيفة والسفيرة . أما ما يجب أن نقوله نحن فهو أنه على السلط التونسية أن تضع النقاط على الحروف في هذه الحادثة الخطيرة التي تهدد بأزمة ديبلوماسية حقيقية مع دولة كنا نفاخر بأنها إلى جانب الجزائر وتركيا  قريبة جدا منّا وتربطنا بها علاقات أكثر من ممتازة  منذ الإستقلال ( قبل افتعال بعض الأزمات الخفيفة مع تركيا والجزائر طبعا ) . فهذه الحادثة توحي لنا بأحد أمرين وكلاهما أتعس من الآخر : إما أن يكون المعتدون لا يعرفون ما معنى " ديبلوماسي " وماذا يمكن أن يترتّب عن الإعتداء على ديبلوماسي  وهذه مصيبة ... وإما أنهم يعرفون لكنهم تعمّدوا  الإعتداء عليه  وهذه كارثة .
وفي كلا الحالتين يجب أن يفتح تحقيق جدّي  وأن يعاقب المذنبون  عقابا في حجم ما اقترفوه ... ولا نرى أن ما اقترفوه قليل .

التعليقات

علِّق