سبحان مغيّر الأحوال : بعضهم كان بالأمس " زعيما " في الشتم فصار اليوم مثل أسامة الخليفي " منقلبا "

سبحان مغيّر الأحوال : بعضهم كان بالأمس " زعيما " في الشتم فصار اليوم مثل أسامة الخليفي " منقلبا "

قال رئيس كتلة حزب قلب تونس بمجلس نواب الشعب أسامة الخليفي :  '' نحن نساند كل مطالب التونسيين المشروعة وكنا قد نبهنا منذ مدة من خطورة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد''.

 وأضاف الخليفي   في اتصال هاتفي أمس على  قناة التاسعة : '' كنا قد نبّهنا أيضا من ترذيل مجلس نواب الشعب عبر تعامل النواب مع بعضهم البعض وقد أصاب رئيس الجمهورية قيس سعيد في قراره الأخير (تجميد البرلمان)''.

وأعرب أسامة الخليفي  عن  " ارتياح حزبه لتحمل رئيس الجمهورية قي سعيد للمسؤوليه وقيادته للمرحلة قائلا: '' نسجل ارتياحنا على الأقل ليكون القرار موحدا  للخروج من الأزمة الصحية وهذا فيه نوع من الإيجابية''.

سبحان مغيّر الأحوال ...بالأمس القريب كان هذا السيد لا يكاد يقول جملة واحدة إلا ويذكر فيها رئيس الجمهورية بالنقد اللاذع محمّلا إياه كافة مصائب البلاد والعباد ... مذكّرا في كل حين بأنه ( أي الرئيس ) سبب تعطيل دواليب الدولة وهو الذي " يجذب إلى الوراء ... " ويعطّل  عمل أحسن حكومة أخرجت للناس ... ولا يريد الخير للبلاد وعبادها ... وباختصار هو مكمن الداء وهو سبب البليّة ... والبقيّة ( وخاصة حزبه ورئيس حزبه ) ملائكة يعملون ليل نهار من أجلنا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويتأثرون عندما يسمع أحدهم بأن فقيرا ما بات ليلته دون طعام...

سيدي أسامة الخليفي ... إن عزاءك الوحيد أنّك لست وحدك في " التزحلق " و " الانقلاب " ( أقصد انقلاب المواقف ) و " قلبان الفيستة " ... فهناك من أمثالك بالمئات والآلاف ...وإن ننسى فلا يمكن أن ننسى تلك الملايين المؤلّفة التي كانت يوم 6 نوفمبر 1987 تكاد تقتل أنفسها من كثرة التصفيق على بورقيبة حتى إن الكثير منها " زالت بصمات يديه من كثرة التصفيق " فإذا بهم جميعا ينقلبون يوم 7 نوفمبر إلى مناصرين لقائد الانقلاب على بورقيبة " بقلب وربّ " مثلما يقولون .

هؤلاء الذي أحكي عنهم بدؤوا منذ مساء 25 جويلية يستعدّون للتلوّن حسب الوضع الجديد ... بعضهم غيّر صورته أو شعاره على صفحته الخاصة وارتدى علم البلاد ( زعمة زعمة محايد وما  يحب كان تونس ) ... وبعضهم فسخ ما كان يكتبه 10 سنوات أو أكثر ويمجّد فيه النهضة ورموزها ..والبعض الآخر تنصّل من " عبادة الباجي قائد السبسي " وكل ما له صلة بحزب الدستور ومن بعده بحزب التجمّع ... وبات من " مستشاري " الرئيس قيس سعيّد ... يقدّم له النصائح من أجل " مصلحة البلاد " مثلما يزعم ... إلى آخر مهازل هؤلاء الرهوط التي ابتلى الله بها البلاد  ونعلم نحن قدرتهم على التلوّن والتسلّق والانتهازية والتملّق والنفاق .

وعلى كل حال لن نسبق الأحداث ولن نبدي " أملا " أو شماتة في التشفّي من هؤلاء لأننا ندرك بأن التاريخ فقط كفيل بأن يكنسهم وأن يجبرهم على " التقاعد " والابتعاد فيرتاح الناس من أفعالهم ومواقفهم وكل ما يفعلون.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق