زيارة بودن للسعودية ..لا تحمّلوا المرأة أكثر مما تحتمل الزيارة !!

زيارة بودن للسعودية ..لا تحمّلوا المرأة أكثر مما تحتمل الزيارة !!

أيام قليلة بعد توليها رئاسة الحكومة التونسية تجد رئيسة الحكومة نجلاء بودن نفسها في أول زيارة للخارج .وهي زيارة تأتي في وقت حرج تعيشه المالية العمومية وفي وضعية صعبة للاقتصاد التونسي لم يشهدها من قبل .

وما اضفى زخما داخليا و حتى خارجيا على هذه الزيارة هو أنها جاءت للملكة العربية السعودية أولى البلدان التي تعوّل عليها تونس لمساعدتها على تخطي أزمتها الاقتصادية في شكل هبات مالية مباشرة أو قروض ثنائية ميسّرة .

كما أن عدسات الاعلام العالمي مسلطة عليها بحكم أنها أول رئيسة حكومة تونسية و عربية. أما التونسيون فينتظرون منها النجاح الباهر في هذه الزيارة.

و يعتقد عدد من التونسيين انها ستعود من السعودية محملة بالأموال و الاستثمارات ، غير أن الحقيقة ليس كما فهمها الكثيرون فالزيارة أصلا لها عنوان مختلف و لا علاقة لها بالمالية العمومية و الهبات و القروض و لن تناقش هذه المسائل بصفة رسمية .فرئيسة الحكومة ضيف على المملكة ضمن قادة اخرين في قمة الشرق الأوسط الأخضر الخاصة بالبيئة. ولذلك لم يرافقها سوى وزيري الخارجية والبيئة. لذلك فإن الزيارة ليست رسمية ولا خاصة. و لا نعتقد انها ستتوج بلقاءات ثنائية رفيعة المستوى لبودن مع كبار القادة السعوديين. 

وحتى في تعريف القمة تونس لن تكون مستفيدة منها استفادة مباشرة اذ انها تهدف الى تعزيز التعاون وتوحيد الجهود نحو تنفيذ الالتزامات البيئية المشتركة. وانطلاقاً من الالتزامات البيئية الواردة في مبادرة السعودية الخضراء، ستتعاون المملكة مع الدول المجاورة لمواجهة تحديات التغير المناخي خارج حدودها أيضاً. لكن هذه الزيارة كأية زيارة لمسؤول رفيع المستوى لن تخلو من منافع أهمها أن زيارة بودن ستعيد تونس بقوة لحضيرة الديبلوماسية العالمية و ستمكّنها من عقد لقاءات عديدة مع كبار القادة و المسؤولين في العالم .كما أنها فرصة لبودن شخصيا لتتمرس على اللقاءات الرسمية و المقابلات وتمهد الطريق أمامها لحسن ادارة الحوار مع شركائنا الاقتصاديين و المانحين و المقرضين. اذن هي زيارة مثمرة و ان لم نجني ثمارها اليوم لكن لايجب أن نحمّل المرأة أكثر مما تحتمل الزيارة في حد ذاتها.

ريم بالخذيري

التعليقات

علِّق