زهير حمدي: مصر هي " الجائزة الكبرى " من العدوان على غزة ومن تونس سيبدأ التغيير
قال الأمين العام لحزب التيار الشعبي زهير حمدي إن الحرب التي يشنها العدوان الصهيوني على غزة مخطط قديم تجدد الآن ويهدف إلى تقسيم المنطقة وخاصة مصر.
وأضاف حمدي في حوار لموقع "الحصري" اليوم الإثنين أن القضية الفلسطينية ستظل البوصلة التي توحد التونسيين والعرب قاطبة منددا في الأثناء بصمت "العالم الحر" على ما يجري من مجازر ضد الفلسطينيين في غزة وما يحاك من مؤامرات في كواليس القرار الصهيوني الدولي لتصفية القضية.
الأمين العام لحزب التيار الشعبي (عروبي قومي) تحدث كذلك عن مشروع قانون تجريم التطبيع والموقف التونسي ومواقف الأنظمة العربية من العدوان على غزة والعديد من الملفات الحارقة الأخرى التي تكتشفونها في الحوار التالي:
* بداية ما تعليقك على صمت العالم الحر على ما يجري من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة؟
لا يوجد عالم حر . هذه كذبة جرفها الطوفان يوم 7 أكتوبر 2023 مع أسطورة الجيش الذي لا يقهر. الغرب لا يزال محكوما بأغلبيات عنصرية وفاشية ونازية تبتز الشعوب باسم الحرية. و حتى الأقليات الغربية غير العنصرية فهي تعاني الاضطهاد اليوم ومهددة بالسجون والملاحقات والتهديدات بالتصفية وفقدان وظائفها جراء مواقفها وهذا استبداد وإجرام غير موجود في العالم الثالث. الآن يدور صراع حضاري بيننا وبينهم وعلينا مخاطبة باقي شعوب العالم في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وكسبها إلى صفنا لأن الغرب هو نفسه إسرائيل . فإسرائيل ما هي إلا قاعدة عسكرية للغرب لا أكثر ولا أقل..الغرب ما زال عنصريا استعماريا مستمرا في الإبادة التي بدأها منذ قرون ضد كل الشعوب وخاصة ضد أمتنا العربية.
* هل العدوان على غزة تصفية للقضية ومخطط صهيوأمريكي يهدف إلى تهجير سكانها إلى سيناء المصرية؟
هذا مخطط قديم تجدد الآن..تقسيم مصر وعزل شرق الوطن العربي عن غربه..هذه مسألة معروفة من زمان والصهاينة والأمريكان والغرب يعتبرون أنه قد حان أوانها وهذا تم التحضير له لسنوات وبدأ بغزو العراق وتحييد سوريا بإضعافها وتفتيت اليمن وليبيا والسودان أي تدمير كل خطوط دفاع مصر والآن جاء دور ما يسمونه "الجائزة الكبرى" وليس أمام مصر إلا إنهاء العمل ب " كامب ديفيد " وكل ما يسمى "معاهدات السلام" التي لم تجن منها شيئا سوى العزلة والفقر وأن تعود إلى دورها وإلا لن تخسر سيناء فقط ..
* ما رأيك في مواقف الأنظمة العربية من الحرب على غزة؟
هناك استثناء تونسي في الموقف وهو موقف لا صلح لا اعتراف ولا تفاوض وإيمان بضرورة المقاومة حتى التحرير . وهناك مواقف أخرى لا تزال تردد خرافة الدولتين والشرعية الدولية الوهمية وأخرى مطبعة ومشاركة في الجريمة.
* لماذا في كل مرة توحد فلسطين التونسيين رغم جميع خلافاتهم وانتماءاتهم؟ ولماذا شكلت فلسطين على مر التاريخ قضية تعبئة دائمة في تونس؟
ليس التونسيون فقط من يتوحدون حول فلسطين.. فلسطين هي التعبير الأصدق والأكثر علمية على وجود الأمة العربية قاطبة كاملة.. تتوحد اليمن صنعاء وعدن تخرج فيهما المسيرات في نفس الوقت من أجل فلسطين.
تونس وشعبها أحد المرتكزات الاستراتيجية في تاريخ الأمة العربية وتونس التاريخ والجغرافيا هي امتداد من الفينيقيين إلى اليوم للشام وكل الوطن العربي.. تونس ليست هامشا في التاريخ العربي وإنما مركز ثقل ومنها سيحدث التغيير الكبير كما حصل في كثير من المحطات التاريخية.
* تجريم التطبيع هل هو معركة سياسية أم معركة سيادية في تونس؟ وما الموانع الحقيقية في عدم المصادقة على مشروع القانون؟
سيكون هناك قانون قريبا يمنع الاعتراف والتعامل مع العدو ولكن الموقف التونسي الآن ذهب بعيدا . فتونس الآن أنهت كل علاقة لها باتفاقيات الاستسلام ومبادرات التفريط وهي مع تحرير فلسطين كاملة بالمقاومة.. إذن تونس استثناء رائع ولا خوف عليها.
* ما تقييمك للموقف الرسمي التونسي من العدوان على غزة؟ هل يكفي الكلام والتصريحات و خروج المظاهرات نصرة للقضية؟ أم إن الوضع الراهن يستوجب آليات دعم جديدة أو ربما جريئة؟
تونس رئاسة وشعبا أي تونس الرسمية والشعبية في انسجام تام.. فلسطين كاملة ولا وجود لإسرائيل ولو على شبر واحد . والمقاومة الشعبية هي الحل والمطلوب تجسيم هذا بالدعم المادي الشامل.. غذاء.. دواء.. دماء..كل شيء يذهب إلى فلسطين وهذا ما يحصل الآن علينا أن نفخر بأنفسنا كشعب تونسي.
* ما تعليقك على تغيب تونس عن قمة القاهرة للسلام؟
أحسن قرار اتخذته تونس . فهي لم تكن قمة بل كانت مهزلة وتونس الآن دورها وموقفها أكبر من أن تضع نفسها ذلك الموضع المخزي حيث عجزت هذه القمة عن الاتفاق حول إيقاف استهداف الأطفال والمستشفيات والمساجد والكنائس.
سنيا البرينصي
التعليقات
علِّق