رفض أن يستقيل بحضور السفير الأمريكي : ما هي الرسالة التي أراد المشيشي إيصالها للتونسيين ؟
من حقّ رئيس الحكومة المطلق أن يبدي رأيه وموقفه من " دعوات الاستقالة " التي أطلقها البعض وخاصة الرئيس قيس سعيّد ونور الدين الطبوبي الذي تحدّث عن " ضرورة استقالة المشيشي " كشرط أساسي للحوار ناقلا موقف الرئيس قيس سعيّد في هذا المجال.
وبقطع النظر عن الرأي أو الموقف فقد " تميّز " رئيس الحكومة مرة أخرى بخطأ اتصالي جسيم بات للأسف يميّز الرئاسات الثلاث منذ فترة دون سعي إلى إصلاح هذا الخلل المزمن الذي أثّر كثيرا على الحياة السياسية في البلاد . فقد اختار رئيس الحكومة أن يعلن موقفه الرافض للاستقالة بحضور السفير الأمريكي وكان ذلك بمناسبة تدشين شارع الشهيد توفيق الميساوي . وحتى إن كان الأمر عفويّا ولا يوحي بأي شيء فإن الرسالة التي وصلت إلى التونسيين كانت سيئة وسلبية جدا إذ رأى الكثير منهم أن " رئيس الحكومة استقوى ضمنيّا أو بالتنسيق مع السفير " بدولة أجنبية يعرف العالم كلّه أنها دولة عظمى وأنها تحشر أنفها في كافة المسائل التي تهمّ دول العالم أجمع وتؤثّر بصفة أو بأخرى في السياسة الدولية العالمية.
هذا الموقف أعاد إلى أذهان التونسيين حادثة جدت منذ بضعة أيام حين فضّلت ألفة الحامدي لقاء مع السفير الأمريكي على أن تشارك في اجتماع مهمّ في وزارة النقل ( سلطة الإشراف ). وقد فسّر الكثير من التونسيين آنذاك تصرّف الحامدي بأنه تحدّ للحكومة التونسية واستقواء بالسفير الأمريكي ... والنتيجة كانت معروفة .
اليوم وقد حصّل ما في الصدور فإن على رئيس الحكومة أن يشرح للتونسيين حقيقة الموقف وأن يزيح " الغموض " الذي خلّفه تصريحه أمام السفير الأمريكي ... فلعلّ ذلك كان بصفة عفويّة ولا يقصد من ورائها ما ذهب إليه عدد كبير من التونسيين .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق