رغم توفّر اللقاحات بصفة مجانية : لماذا لم يتم إلى اليوم تلقيح رياضيينا المشاركين في الألعاب الأولمبية ؟
شهدت كافة البلدان المشاركة في الألعاب الأولمبية ( طوكيو 2021 ) أو أغلبها على الأقل انطلاق حملة تلقيح الرياضيين الذين سيكونون حاضرين في هذا المحفل الدولي الكبير. لكن الغريب أن حملة التلقيح لرياضيينا المعنيين بهذا الحدث العالمي لم تنطلق بعد .
إذن لم يعد يفضلنا الكثير عن موعد هذا الحدث الكوني الضخم الذي سينتظم بالعاصمة اليابانية من 23 جويلية إلى 8 أوت القادمين . وفي المقابل لم تجد اقتراحات تلقيح رياضيين المشاركين أيّة إجابة من قبل السلطات المعنيّة في تونس.
وبالفعل وبعد تدخّل من اللجنة الأولمبية الدولية التزمت كل من الصين وروسيا بتوفير بضعة آلاف من جرعات التلقيح لفائدة الرياضيين التونسيين المشاركين في أولمبياد طوكيو والمرافقين الذين سيسافرون معهم إلى طوكيو . وينسحب هذا على وفدي الألعاب الأولمبية العادية والألعاب " الباراأولمبية " .
وبالتوازي مع ذلك التزمت مخابر" بفايزر " و " BioNTech " بتوزيع التلاقيح التابعة لها على المشاركين في هذه الألعاب الأولمبية من أجل أن تدور فعاليات الألعاب في ظروف طيبة نظرا إلى أن عملية التوزيع والتلقيح لا تتم " بالعدل " بين البلدان المشاركة التي يشكو بعضها من مشكلة الإمكانات وبالتالي من صعوبة الحصول على التلاقيح.
وبعد التنيسق مع اللجنة الأولمبية الدولية سارعت اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية بإعلام وزارتي الصحة والشباب والرياضة بضرورة اغتنام هذه الفرصة من أجل العمل على تسلّم هذه الجرعات التي جاءتنا في شكل هديّة ومن أجل الإنطلاق في حملة تطعيم رياضيينا المشاركين في أقرب وقت ممكن .
وللأسف الشديد لم يحصل أي شيء في هذا الإطار إلى حدّ هذه الساعة بالرغم من أن كافة مسؤولي الدولة يعلمون جيّدا أن تلقيح الرياضيين المشاركين في هذه التظاهرة الكبرى أمر أكثر من ضروري بالنسبة إلى كافة البلدان المشاركة وأن هذا الجرعات المهداة ( ونظرا إلى عددها الذي يفوق بكثير عدد الرياضيين والمرافقين التونسيين ) يمكن استعمال الفائض منها لتلقيح أشخاص أو فئات أخرى من أصحاب الأولوية .
وبما أن اللجنة الأولمبية الوطنية لا تملك الإمكانات لتسلّم هذه الجرعات وإمكانات تخزينها التي لا تتوفّر إلا لدى مصالح وزارة الصحة ونظرا إلى هذا التعامل السلبي من قبل السلطات التونسية ( وأساسا وزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة ) فإن الأمر يطرح أكثر من نقطة استفهام عملاقة وأكثر من سؤال . فالحالة التي نتحدّث عنها لا تدخل في تفضيل أشخاص تونسيين ليست لهم الأولوية على تونسيين آخرين مصنّفين من أصحاب الأولوية . فالأمر يتعلّق بإجراء عالمي تطبّقه كافة البلدان المشاركة في الألعاب الأولمبية بطوكيو ولا يستثني أحدا ولم نسمع أن سكان أي بلد في العالم احتجّوا على تطعيم رياضييهم المشاركين . وربّما يبقى في النهاية تفسير وحيد لهذه السلبية كنّا نودّ ألّا نشير إليه وهو عقليّة تصفية الحسابات بين اللجنة الأولمبية ووزارة الرياضة ( وهذا موضوع آخر يعرفه الكثير منّا بأدقّ التفاصيل ) ويبدو أن هذه العقليّة هي التي تعطّل الأمور إلى حد الآن.
وفي كافة الأحوال نرجو أن تتدخّل السلط العليا من أجل فضّ هذا الإشكال والإسراع بتطعيم رياضيينا المذكورين . وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديثا.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق