رغم الهزيمة المرّة هذا المساء : منتخبنا الوطني لأقل من 20 عاما ينال رضاء التونسيين
شاءت الكرة وبعض الهفوات البدائية أن ينقاد منتخبنا الوطني لأقل من 20 عاما هذا المساء إلى هزيمة " ثقيلة " ضد المنتخب البرازيلي بطل العالم في هذا الصنف خمس مرّات في إطار ربع نهائي كأس العالم المقامة حاليا في الأرجنتين.
نتيجة اللقاء ( 1 - 4 ) تبدو " كاسحة " وربّما يعتقد من لم يشاهده أن منتخب البرازيل سيطر بالطول والعرض على منتخبنا. لكن حقيقة الميدان كانت عكس ذلك تماما.فقد اختار منتخبنا ( في إطار خطّة المدرّب وتصوّره ) كعادته في اللقاءات الأربعة التي خاضها أن يتراجع إلى الدفاع تقريبا بصفة تكاد تكون كليّة ثم يخرج من انكماشه في الشوط الثاني ويلعب حسب حقيقة إمكانياته .
وفي لقاء اليوم توخّى المدرّب نفس الخطّة فنزل المنتخب البرازيلي إلى الهجوم منذ البداية واستغلّ هفوتين قاتلتين في دفاعنا ليسجّل هدفين.
وفي الشوط الثاني استغلّ منتخبنا الوطني النقص العددي للمنافس وضغط عليه منذ البداية ورأينا البرازيل ( وما أدراك ) تتراجع كليّا إلى نصف ملعبها وتدافع بطريقة " حضبة وقول " ... ولا التسرّع وسوء الحظّ لتمكّن منتخبنا من تسجيل الأهداف في أكثر من مناسبة.
وحتى الهدف الذي ألغاه الحكم التركي بحجّة أن اللاعب العواني لمس الكرة بيده فقد بدا لنا وللكثير من المتابعين هدفا شرعيّا لا غبار عليه.
ومثلما حصل في الشوط الأول استغلّ المنتخب البرازيلي هفوتين أخريين من عناصرنا فسجّل هدفين آخرين قبل أن يسجّل محمود غربال هدفا " بالسيف " في آخر لحظات الوقت الضائع.
ورغم هذه الهزيمة المرّة ورغم الحسرة التي عمّت قلوب التونسيين الذين رأى أغلبهم أن منتخبنا كان قادرا على الأفضل وعلى الترشح إلى ربع النهائي تحديدا فإن هذا المنتخب الشاب أظهر الكثير من علامات الضوء الإيجابية التي تبشّر بمستقبل زاهر لمنتخب الأكابر بشرط أن نحافظ على هذه العناصر التي باستطاعتها أن تلعب سنوات أخرى في المنتخب الأولمبي أو منتخب الأكابر أيضا.
ولأوّل مرّة تقريبا هناك شبه إجماع على أن هذا المنتخب يقدّم كل ما يطلبه الجمهور التونسي منه أي أنه يلعب برجولة ولا أحد من عناصره يبخل بالجهد على الميدان وكذلك يمتع المشاهدين باللعب الفنّي الذي لم يعد موجودا أصلا لدى العديد من المنتخبات خاصة في أوروبا. وعندما يرى التونسيّون أن منتخبهم بذل كل ما في وسعه وأن الكرة " تعكس " أحيانا فإنه لن يكون إلا راضيا في العموم على الأداء الذي ظهر به هذا المنتخب خلال كافة لقاءاته وخاصة الشوط الثاني ضدّ العراق والشوط الثاني ضدّ البرازيل هذا المساء.
ونعتقد أن هذا المنتخب لا ينقصه إلا بعض " التروشيك " من حيث العمل على تقليل الأخطاء في الدفاع ووسط الميدان والعمل على تحسين اللياقة البدنية وإجراء التغييرات في أوقاتها المناسبة إذا كانت الغاية منها التدارك وليس إشراك اللاعبين لا غير.
بقيت ملاحظة لابدّ منها في خصوص لقاء اليوم : صحيح أن المنتخب البرازيلي كان منقوص العدد طيلة الشوط الثاني لكن من العيب أن يلعب هذا المنتخب بتلك الطريقة معتمدا على إضاعة الوقت من خلال التظاهر بالإصابة من الحارس إلى بقيّة اللاعبين. فبطل العالم 5 مرّات لا يمكن أن يلعب بهذه الطريقة مهما كانت الأسباب والتعلّات.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق