رسالة إلى نجم الإنحطاط السياسي ...

رسالة إلى نجم الإنحطاط السياسي ...

بقلم الناصر الرقيق

في أحيان كثيرة أجدني عاجزا و لا أجد ما أعلق به على كلام البعض ممن يتصدرون الساحة و يعمّرون إستيديوهات القنوات و الإذاعات بصفة دورية ليفرغوا ما في جعبتهم من عفن راكمته السنين لديهم و يرهقوا مسامعنا بكلام أقلّ ما يقال عنه أنه بذاءة لا تصدر إلا من أمثالهم ففي إعتقادي أن التعليق على يصرّح به هؤلاء لا يزيدهم إلا شرفا و هم الباحثون بشقّ الأنفس عمن يتحدث عنهم و لو بالسوء المهمّ أن يكونوا موجودين و يتخذوا مكانا لهم تحت الشمس كباقي خلق الله لكن مكرها أخاك لا بطل حيث طفح الكيل و بلغ السيل الزبى و لم يعد في قوس الصبر منزعه لكن مع مراعات الفارق في المستوى لأنه مهما يكن من أمر هؤلاء لا يمكن أن أن ننزل إلى مستواهم الضحل فقط نردّ عليهم بطريقة حضارية كما أمرنا بذلك ديننا و أيضا كما تربينا في مدراسنا و تعلمناه وسط عائلاتنا ومجتمعنا الذي لطالما رفض و لفظ هؤلاء.
و من بين هؤلاء أحد قياديي نداء تونس أعتذر عن ذكر إسمه لسببين أولا حتى لا يدنّس قلمي بذكره و أن لا أمتّعه بذاك الشرف لأنه أدنى من تلك المرتبة الرفيعة و ثانيا أحتراما لقرّائي لأني أعتقد أن ذكر أمثاله يلوّث أسماعهم لكنّي أعوّل على ذكائهم لمعرفته و هو المفضوح أصلا لكثرة بذائته فهذا الذي زادت شجاعته بعد الثورة و أصبح صوته مرتفعا لم نكن نعرفه قبلها و لم يرد إسمه ضمن قوافل المناضلين سواء يمينا أو يسارا كما يدعّي لكن كما هو الحال في جميع الثورات فإن الطفيليات هي التي تظهر عكس ما ينفع الناس فإنه يبقى متواريا عن الأنظار فالتصريحات المتدنّية لهذا المناضل المزيّف جعلت منه نجم الإنحطاط السياسي بلا منازع و هي أكثر من أن نحصيها لكن فقط سنورد بعضها لنقوم بالردّ عليها حتى نعيده لحجمه الطبيعي الذي ذهب في ظنه أنه أكبر منه.
فقد قال هذا المناضل الورقي مؤخرا متهكّما على مظهر وزير الفلاحة " محمد بن سالم شخص مغوّف " و هو يرعب أطفالنا بسبب مظهره و يبدو أنه بهذا الكلام يقصد لحية الوزير غير أن ما فاته أن اللحية هي زينة الرجال كما الضفائر زينة النساء و هي إحدى " عشر من الفطرة قصّ الشارب و إعفاء اللحية " كما قال الرسول صلى الله عليه و سلّم في صحيح مسلم الحديث رقم 384 لكن بما أنّ هذا الأحمق خالف الفطرة التي فطر الله عليها الناس لا نستغرب منه مثل هذا الكلام كما أن القدامى من العرب الأقحاح كانوا يولون اللحية مكانة خاصة و من ذلك أن الأنصار كانوا يقولون لزعيمهم قيس بن سعد رضي الله " نعم السيد قيس لبطولته و شهامته و لكن لا لحية له فو الله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لأشترينا له لحية " و سأزيد لأضرب من الأمثال غير هذه لأن هذا الغبيّ لا يعترف بها نظرا لمرجعيته فالثائر العالمي أرنستو تشي غيفارا كانت لحيته تميزه و لم ترعب الأطفال بل على العكس أصبحت رمزا للشباب الثائر إضافة لذلك فرئيس وزراء الهند مانموهان سينج الذي يقود دولة من أكبر الدول في العالم و أضخمها يظهر بلحيته و لباسه التقليدي و مع ذلك لم نرى أحد يتهكم عليه بسبب مع مظهره و هناك العديد من الأمثلة الأخرى كالزعيم الكوبي فيدال كاسترو و الرئيس البرازيلي السابق لولا داسيلفا و كلاهما يطيل لحيته إذن فخلاصة القول أن شكل الإنسان و مظهره الخارجي لا يهم بقدر ما يهمّ فعله خاصّة حين يكون شخصيّة عامّة أمّا من يفعل عكس ذلك مثل هذا المناضل ( غير ربع ) الذي نتحدث عنه فلا يمكن أن ينزّل إلا ضمن خانة العته و الخرف الواجب رميه في أقرب سلة للمهملات.
 
قول أخر طالعنا به هذا البطل الوهمي حيث تهجّم على الشباب السلفي بالقول " إن السلفيين كانوا كالنعاج خائفين من نظام بن علي و هم جبناء و سننتصر عليهم و أئمتهم كانوا يبيعون البيض و الخضر في الوقت الذي كنا نناضل فيه " طبعا عادي أن يصدر مثل هذا الكلام عن شخص لم تعرف الشجاعة طريقا لقلبه في يوم من الأيّام و للتدليل على صدق كلامي أتحداه أن يقول لنا ماذا كان يفعل و ما هو نضاله الذي يتحدث عنه حين تحدّى الشباب السلفي نظام المخلوع ففاضت بهم السجون و مراكز الإيقاف و التعذيب بل أن التاريخ يشهد أنه زكّى نظام السابع في العديد من المواقف حين كان الشباب السلفي ينازل أعتى القوى المتغطرسة في العديد من الأماكن من العالم إلى درجة جعلتها تفرّ من ساحات النزال تجرّ أذيال الخيبة كما أن سنوات الجمر التي قضاها أغلب المناضلين إما في السجون أو في المنافي كانت شاهدة على نضالات هذا الشجاع الذي كان يتجوّل بين حانة و اخرى ليجد نفسه مقبوضا عليه بتهم السكر و العربدة و الشويش في الطريق العام و لم تسجّل ضده أي تهمة أخرى غير هذه التهم و إن كان لديه العكس فليظهره كما أنه إدّعى بعد الثورة أنه كان ضحيّة لإعتداء من قبل أحد السلفيين طمعا في الحصول على صفة مناضل ليتبين لاحقا أنه " كلى طريحة " في أحد الحانات من قبل أحدهم الذي شاركه الجلسة و هذه ليست إلا عينة من نضالاته الكثيرة و ما خفي كان أعظم.
إضافة لكلّ هذا فقد جادت قريحة هذا الدعيّ بكثير من التصرفات الهابطة حيث قام بشتم أحد الصحفيين على الهواء مباشرة و أستحضر شجاعته كلّها ليقوم بالتعدّي لفظيّا على محزية العبيدي في إحدى الحصص التلفزية و أكثر من ذلك فقد قال كلاما كان من المفترض أن يحاكم عليه إذ دعا علنا أنصار حزبه للإستعداد للحرب إذا ما تمّ تمرير قانون تحصين الثورة قائلا نحن الأشجع و سننتصر عليهم و لا ندري من سيحارب هو و أتباعه و هل فعلا له من الشجاعة ما يكفي ليفعل ذلك أم أن " اللسان ما فيش عظم " كما يقول المثل الشعبي فقد كان من الممكن أن يخيفنا مثل هذا الكلام إن صدر من رجل له وزن و له من الصدق ما يجعله يفعل ما يقول لكن و لأنّ مثل هذا البائس مرفوع عنه القلم و لا يمثل أي شيء بالنسبة للشعب التونسي فلن نزيده أكثر من هذا الكلام لأنه لا يستحقّ لكن فقط نقول له أن الرجال فقط هي التي تصلح للكرّ أما أنت و أمثالك فلا تصلحون إلا للحلب و الدرّ فـــ " نم يا حبيبي نم ".
 

التعليقات

  • Soumis par Anonyme (non vérifié) le 4 جوان, 2013 - 16:08
    hadheya mé ykoun ken abdelaziz mzoughui (7acha 5li9it rabi), mala raht w mala 7ala mokirba fih, fi nida tounis mouch ken howa "jala8" thama zeda taher ben hssine w ken yzidou m3ahom tawfik ben braik w jalel brik twali "tachkila mitheliya",inchallah rabi yerzina fihom il kol mara wa7da.
  • Soumis par وطني (non vérifié) le 4 جوان, 2013 - 17:30
    شكرا للاخ الكريم ولكنك كنت مهذبا مع هذه الاشكال.. فهؤلاء وأقولها عالية: يحق فيهم الجهاد لأنهم النكبة والمصيبة والخيانة والابتزاز والقذارة والفجور.. هؤلاء أعداء الوطن والدين..

علِّق