رسالة إلى لسعد اليعقوبي : إلى متى ستظل تدافع عن الظلم وتغمض عينيك عن الحقائق الساطعة ؟؟؟

رسالة إلى لسعد اليعقوبي : إلى متى ستظل تدافع عن الظلم وتغمض عينيك عن الحقائق الساطعة ؟؟؟

ردّ اليوم ( مثلما نعلم )  لسعد اليعقوبي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي على تصريحات وزير التربية  بخصوص  عقوبة  كل من يقدّم الدروس الخصوصية بحرمانه من أجر 3 أشهر وقال  إن الأمر "مهين" و"غير لائق" مضيفا أن "القانون هو من يقرّر وليس الوزير"  مشيرا إلى أن " الدروس الخصوصية ينظمها قانون ويضع جملة من العقوبات في حال وجود مخالفات".
واعتبر اليعقوبي أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن  تعكّر العلاقة بين المربين وسلطة الإشراف وأنه يجب التعاطي مع مثل هذه المواضيع بكثير من الحنكة
وأوضح أن   الدروس الخصوصية ظاهرة نخرت التعليم لفساد التعليم وبالتالي لا يمكن أن تنتهي بشكل نهائي إلاّ عند إصلاح التعليم  مؤكدا أن النقابة كانت قد تقدّمت بمقترح لتنظيمها ( لا يجب أن تتم إلاّ داخل الفضاء المدرسي وتحت رقابة إدارية وبيداغوجية) لكنه لم يتم الاستمرار في تطبيقه.

هنا أريد أن أسأل السيد الكاتب العام :

- إلى متى ستظل ( أنت والاتحاد عموما ) من مناصري رجال ونساء التعليم المخطئين ( وأؤّكد مرة أخرى المخطئين وليسوا جميعا ) وأنت تدرك ( والاتحاد طبعا ) أنهم مخطئون ومتجاوزون على كافة الخطوط والجبهات؟.

- لماذا لم يمتثل  الكثير من رجال ونساء التعليم إلى كافة القرارات والإجراءات التي تنظّم الدروس الخصوصية ( وللعلم فهي موجودة من عهد بورقيبة وتفرض شروطا معيّنة لتحقيق المساواة بين كافة المواطنين ) ولماذا لم نسمع لك صوتا في هذا الإتجاه ؟.

- لماذا لم نسمع لك حرفا واحد عندما بات أغلب " المتجاوزين " يفرضون فرضا وإجبارا الدروس الخصوصية  على تلاميذهم وأنت تعلم أيضا طرق العقاب التي يعرّض لها كل تلميذ يرفض وليّ أمره ( طوعا أو عجزا عن الدفع ) أمر المدرّس في هذا السياق ؟.

- لماذا لم تقل شيئا وأنت ترى أن الكثير من الدروس الخصوصية تجرى في "  قاراجات "  وفضاءات قد تصلح لأي شيء إلا فضاء للتدريس؟.

- لماذا ثارت ثائرتك ضد وزير هدد بحرمان من 3 أشهر كل من يخالف القانون الذي ينظّم هذه المسألة ولم تتطلب من زملائك أن يراعوا الله في تلاميذ التونسيين وأن يكفّوا عن نزعة الاستغلال التي استشرت في الكثير منهم حتى تكاد تصبح قاعدة وقانونا ساري المفعول ؟. وهل تدري لماذا أصبحت كذلك ؟. ببساطة لأنك ( والاتحاد من ورائك ) شجّعتها حتى بطرق غير مباشرة أي من خلال  الصمت عليها  انطلاقا من مبدأ التضامن القطاعي الأعمى .

وعوض أن تقول إن ما قاله الوزير" مهين وغير لائق " نتمنّى أن تتوجّه إلى زملائك لتقول لهم إن ما يقوم به بعضكم من خلال إجبار التلاميذ على الدروس الخصوصية مهين وغير لائق في حقّ الكثير من الأولياء الذين  أصبح الكثير منهم يقترض من أجل إرضاء غرور بعض المدرسين وجشعهم ومن أجل اتقاء " شرّهم " على أبنائهم لو أنهم رفضوا الطاعة والإجبار.

سيدي الكاتب العام لقد كنت طوال حياتي وما زلت إلى اليوم مدافعا عن كلّ من علّمني حرفا وكل من علّم أبناء تونس كلمة أو معنى . لكنّي في نفس الوقت لم أسكت يوما عن ظاهرة الدروس الخصوصية التي تدار بهذا الشكل العشوائي الذي فاق عشوائية الأسواق الشعبية الأسبوعية. فالدروس الخصوصية ( وحسب ما أعرف وتعرف ) ليست ملزمة لأحد خاصة بالنسبة إلى التلاميذ الذين يستوعبون الدروس . وهي في نفس الوقت ضرورية ( واسمها الحقيقي دروس تدارك ) بالنسبة إلى التلاميذ الذين لا يستوعبون لسبب أو لآخر. وقد قلنا منذ زمان إن في هذه المسألة يجب أن نمسك بالعصا من وسطها فلا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي . فالمسألة تستوجب الهدوء التام والحوار المطوّل بين كافة الأطراف للوصول إلى حلول ترضي الجميع وأهمّها العودة إلى الأصل أي تنظيم هذه الدروس داخل الفضاءات التربوية وبمعلوم معقول لا يثقل كاهل الأولياء وتكون اختيارية وتحت إشراف بيداغوجي ناجع ... وفي المقابل لا بدّ من ضبط عقوبات لكل من يتمرّد على هذه الضوابط ويواصل على نهج الاستغلال ونهش جيوب المواطنين الضعفاء.

 بقيت ملاحظة أخيرة سيدي اليعقوبي : آسف جدّا إذ أقول هذا الكلام في مربّين أجّلهم وأحترمهم . لكن ما يحدث منذ سنوات ( إضافة إلى تدنّي المستوى وتعاسته أحيانا ) هو الذي يجبر على قول مثل هذا مع العلم أن الكثير من زملائك " النقابيين الثوريين " المدافعين ظاهريا عن المدرسة العمومية يحملون أبناءهم للدراسة في المؤسسات الخاصة ... وهذا وحده يكفي لمناقشة " أطروحة دكتوراه ".

أخيرا وقبل أن تطلق سهام الغضب وربّما تدّعي أنني " عدوّ العمل النقابي " أو أن لي شيئا ما ضدّ الاتحاد أقول لك من الآن لا تتعب نفسك واسأل عنّي ساحة محمد علي وأروقتها وتاريخ الاتحاد لتدرك حقيقة وحيدة وهي أن بعض الظنّ إثم .

جمال المالكي  

التعليقات

علِّق