رئيس منظمة الأعراف في احتفالات الثورة بسيدي بوزيد : " تونس تستحق أن تديرها الكفاءات "
شارك السيد سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية يوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 في مدينة سيدي بوزيد في الاحتفالات بذكرى 17 ديسمبر. وحضر رئيس الاتحاد الموكب الذي نظمته جمعية 17 ديسمبر بسيدي بوزيد وحضرته عديد المنظمات والشخصيات الوطنية والأجنبية.
وألقى رئيس الاتحاد كلمة في هذه الندوة أعرب في بدايتها عن اعتزازه بالتواجد في مدينة سيدي بوزيد منبع الثورة التونسية التي قدمت عددا من خيرة شبابها فداء للحرية وللكرامة، مترحما على أرواحهم وعلى أرواح كل شهداء تونس الأبرار، ومجددا التعبير عن صادق التعاطف مع عائلاتهم، والتمنيات للجرحى باستعادة كامل الصحة والعافية.
وتوجه رئيس الاتحاد بجزيل بالشكر لجمعية 17 ديسمبر بسيدي بوزيد محييا كافة أهالي المدينة الذين يواصلون نضالهم من أجل تحقيق الأفضل لجهتهم ومن أجل تأمين مستقبل أبنائهم رغم الظروف الصعبة والقاسية أحيانا.
وبين السيد سمير ماجول أن جمعية 17 ديسمبر كانت من أكثر الجهات في بلادنا التي اهتمت بتجربة الرباعي الراعي للحوار الوطني وتسليط الأضواء عليها مبرزا الحاجة المستمرة للوقوف على كل أبعاد هذه التجربة الفريدة من نوعها والتي مثلت استثناءا تونسيا أبهر العالم لأنها راهنت على الحوار وعلى التوافق وعلى تشبع التونسيين بقيم التسامح والاعتدال ولأنها جنبت بلادنا المجهول والمنزلقات الخطيرة.
وقال رئيس الاتحاد أن الثورة التونسية التي انطلقت من سيدي بوزيد نادت بالحرية والكرامة والتشغيل ولكن وللأسف وبعد تسع سنوات لم يتحقق الكثير على المستوى الاقتصادي ولا تزال بلادنا تواجه مصاعب كبرى تؤثر على مستوى عيش التونسيين وعلى واقعهم اليومي، ويعود ذلك بالأساس حسب قوله إلى عدم الاهتمام بالاقتصاد وبالتنمية بالشكل المطلوب وهو ما أدى إلى عدم تحقيق بلادنا في السنوات الأخيرة لنسب نمو تجعلها قادرة على خلق ما يجب من مواطن شغل جديدة.
وأبرز السيد سمير ماجول أن ولاية سيدي بوزيد تتمتع بطاقات هامة سواء في المجال الزراعي أو الصناعي لا تزال غير مستغلة بالشكل الأمثل، مؤكدا أن حسن استثمار هذه الميزات سيجعل من سيدي بوزيد قطبا تنمويا مهما، ونموذجا في مجال بناء منظومات زراعية وغذائية متكاملة ومندمجة من مرحلة البذر إلى مرحلة التصنيع والتسويق والتصدير، وهو ما سيرفع من مساهمتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي الوطني الذي يعتبر مكونا أساسيا من مكونات السيادة الوطنية، ويحقق القيمة المضافة ويساعد على خلق فرص عمل جديدة للشباب في المناطق الداخلية التي لا تزال تعاني من التهميش ومن ضعف مقومات التنمية.
وأضاف أنه توجد في تونس آلاف الهكتارات من الأراضي الدولية المهملة لسبب أو لآخر أو غير المستغلة بالشكل الأمثل وبعضها موجود في سيدي بوزيد والمطلوب الإسراع بتسوية أوضاعها وإيجاد حلول لها في كنف الشفافية والحوكمة الرشيدة حتى يستفيد منها أبناء سيدي بوزيد ويفيدون بها الاقتصاد الوطني.
وشدد على إن المطلوب اليوم هو توفير الظروف المشجعة على الاستثمار من خلال تحريره وعدم إخضاعه لأي جباية بصفة عامة وخاصة في الجهات الداخلية، وكذلك إقرار برنامج خاص بالمؤسسات التي تعاني من صعوبات اقتصادية ، فضلا عن تطوير البنية الأساسية وتسهيل الإجراءات الإدارية وحل معضلة المشاريع المعطلة، داعيا البنوك التونسية إلى تفعيل الآليات التي تساعد الشباب على بعث و تطوير مشاريعهم والمساهمة في خلق مواطن الشغل الإضافية، ومضيفا أنه من واجب الدولة في ظل عدم القدرة على انتداب أصحاب الشهادات العليا لعب دور الضامن لدى المؤسسات البنكية بالنسبة للراغبين في بعث مشاريعهم والذين يصطدمون بهذه العقبة عند تقدمهم للحصول على قروض لتمويل مشاريعهم.
وأكد السيد سمير ماجول أن أفضل السبل لترسيخ التجربة الديمقراطية التونسية الناشئة هو تحقيق المناعة الاقتصادية والاستجابة لتطلعات التونسيين في العيش الكريم والقضاء على التفاوت الجهوي وتكريس شعار التمييز الإيجابي لصالح المناطق الداخلية، مبينا أن تحقيق يتطلب الاجتهاد والكد ورد الاعتبار لقيمة العمل وتشجيع المبادرة الخاصة، وكذلك تجند الجميع لمعالجة الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد ، ومضيفا أن القطاع الخاص على قناعة تامة أنه من واجبه الاستثمار في الجهات الداخلية والمساهمة في توفير أسباب العيش الكريم للتونسيين وهو لا يدخر جهدا لتحقيق ذلك.
ولفت رئيس الاتحاد في ظل تواصل المشاورات لتكوين الحكومة الجديدة إلى ضرورة الاعتماد على الكفاءة في اختيار الفريق الحكومي، قائلا أن تونس تستحق أن تديرها أفضل الكفاءات، وأن الكفاءات موجودة وعلينا أن نعطيهم الفرصة لنستفيد من قدراتهم.
التعليقات
علِّق