رئيس الجامعة التونسية للنزل : نحن لا نطلب صدقة من الدولة ... فقط أن يسمعونا لمصلحة العباد والبلاد

رئيس الجامعة التونسية للنزل : نحن لا  نطلب صدقة من الدولة ... فقط أن يسمعونا لمصلحة  العباد  والبلاد

 

بعد أن كان رقما مهمّا في الاقتصاد التونسي مع مطلع الاستقلال وحتى سنة 2010 أصبح القطاع السياحي في تونس يعاني من عدة هزّات وعثرات كان تأثيرها واضحا على أهل القطاع كما على البلاد بصفة عامة .
هذا ما أكده رئيس الجامعة التونسية للنزل السيد خالد الفخفاخ خلال إطلالة تلفزية هامة على قناة الحوار التونسي أطلق خلالها صيحة فزع أخرى حول وضعية السياحة التونسية ونبّه خلالها من مخاطر تواصل أزمتها. 
فقد أشار رئيس الجامعة إلى  العديد من المشاكل والصعوبات التي تعيق تطوّر القطاع السياحي وتهدد مستقبله حيث قال : " لا يمكن أن ننكر أن وزيرة السياحة سلمى اللومي فتحت مكتبها   لكل المتدخلين في القطاع وحاولت الاستماع لمشاغلهم وفض مشاكلهم،إلا أنه تبين بالكاشف أن مجهوداتها ومجهودات فريق وزارتها غير كافية لإصلاح القطاع في ظل سلبية وعدم تفاعل مسؤولي الوزارت الأخرى. حيث لاحظنا أن الوزارة وكأنها "تلعب وحدها في البلاد"  باعتبار أن بقية الوزارات المسؤولة لا تنخرط في تنفيذ قرارات وزارة السياحة. فقد  تم تغييبنا  من كافة مشاريع القوانين والقرارات ( مجلة الاستثمار على سبيل المثال ) ... ومن جهة أخرى فقد تقابلنا مع رئيس الحكومة في توزر  لكننا خرجنا بعدها محبطين حيث كنا ننتظر قرارات هامة وعاجلة فلم نسمع إلا وعودا متجددة... نحن لم نطلب ولا يمكن أن نطلب من الدولة أن تساعدنا بالأموال ... نحن أردنا أن تسمعنا الدولة  وأن تصغي إلى شواغلنا  عوض أن تضع لنا شروط تعجيزية  . وما طلبناه هو بعض الامتيازات الجبائية  خاصة في الاستثمار يمكن أن تجعل الدولة  في النهاية  تربح وتستفيد من القطاع . واليوم لا نطلب سوى الجلوس إلى طاولة الحوار دون أن يكون ذلك مزيّة من أي طرف . ولابدّ أن تدرك الدولة خطورة الأوضاع حيث أن حوالي 200  من الوحدات السياحية مغلقة  مما سيؤثّر على مستقبل القطاع والبلاد ...
ورغم كافة العراقيل والمؤشرات السلبية  ،قال السيد خالد الفخفاخ رئيس الجامعة إن التفاؤل جائز وأضاف أنه  يمكن تجاوز رقم 8 ملايين سائح يفيدون على تونس في أفق 2020 . لكن يجب الانتباه إلى أن جل الوافدين خاصة من التونسيين المقيمين بالخارج أو الأشقاء الجزائريين لا يقيمون بالنزل. وقد ذّكر أن 18 بالمائة فقط من عدد الوافدين إلى البلاد في سنة 2017 جاؤوا من دول أوروبية وضمنوا 54 في المائة من الليالي المقضاة في النزل فيما توجه بقية الوافدين إلى المنازل والشقق. 
وأوضح رئيس الجامعة أنه  يجب على التونسيين أن يفهموا حقيقة ما يجري في هذا القطاع  الذي كان منذ الاستقلال رافدا من روافد التنمية  في تونس  حيث أنه كان يضمن حوالي 54 بالمائة من مداخيل العملة الصعبة إلى بلادنا .
وفي نفس السياق قال السيد خالد الفخفاخ  إن النظرة  إلى قطاع السياحة يجب أن تتغيّر خاصة من جانب الحكومة ومن جانب سياسات الدولة التي يجب أن تؤمن بجدوى ونجاعة هذا القطاع.وذكّر مرة أخرى على الجميع أن يعلم  أن المهنيين لا يطالبون بالمساعدات المادية بقدر ما يطالبون بالمساعدة المعنوية  التي تمرّ عبر تشريعات وقوانين وحوافز مرنة ومقبولة .
كما ذكّر رئيس الجامعة أن وزارة السياحة تبذل كل ما في وسعها إلا أن بقيّة مسؤولي الدولة يكتفون "بالفرجة" فهم إما "  مبتسمون وإما  مستفزّون " . وأوضح رئيس الجامعة أن الأمل معقود على أن يجد محافظ البنك المركزي الجديد الحلول لقطاع السياحة التي لم توجد من قبل دون الدخول في تفاصيل قد لا تنفع أحدا . 
وختم رئيس  الجامعة بالقول : " لقد قامت ثورة في هذه البلاد ... لذلك  نحن لا نطلب صدقة بل نطالب بحقوقنا ... وبالرغم من أن البعض ما زال يسيّر البلاد على طريقة " الأمين باي "  فإن الأمل ما زال قائما ... وأرجو أن ينتبه الجميع إلى أننا نتوجّه نحو نهايات  مجهولة ...".
 
 
 
 

التعليقات

علِّق