خلافا لكلّ ما راج : لهذه الأسباب لم يستقبل الرئيس الفرنسي الرئيس قيس سعيّد بنفسه في المطار

خلافا لكلّ ما راج : لهذه الأسباب لم يستقبل الرئيس الفرنسي الرئيس قيس سعيّد بنفسه في المطار


تساءل  البعض لماذا  لم يتحوّل  الرئيس الفرنسي " ماكرون " بنفسه إلى المطار ليكون في استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي استقبله الوزير  الفرنسي لأوروبا والشؤون الخارجية " Jean-Yves le Drian " . ويبدو أن الأمور اختلطت لدى البعض إلى درجة أن هناك من تحدّث عن استنقاص من قيمة الرئيس التونسي أو عن أمور من هذا القبيل .
وبالبحث في الموضوع بصفة موضوعية وبعيدة كل البعد عن الانفعالات اتضح أن البروتوكول المعمول به منذ أزمنة متعاقبة في فرنسا يختلف عن البروتوكول المعمول به عندنا أو عند الكثير من البلدان الأخرى . فتنظيم زيارات  الرؤساء وقادة الدول الأجنبية لفرنسا يتم حسب ترتيب معيّن للزيارة .
على غرار ما يوجد في عدد كبير من البلدان فإن البروتوكول الفرنسي يضع أربعة تصنيفات  لهذه الزيارات :
- زيارات الدولة
- الزيارات الرسمية
- زيارات العمل
- الزيارات الخاصة
* زيارة الدولة


تخصص زيارة الدولة ومدتها ثلاثة أيام للملوك والأمراء ورؤساء الدول . وهي الأهم في ترتيب الزيارات . وعادة يكون عدد هذه الزيارات بين ثلاث وأربع زيارات في العام الواحد.
في هذه الحالة فإن أحد الوزراء ( وفي حالات خاصة رئيس الدولة ) يتحوّل إلى المطار لاستقبال الشخصية الزائرة منذ نزوله من الطائرة  أو يقوم بتنظيم حفل استقبال على شرفه في نزل " hôtel des invalides " ويتم فتح البساط الأحمر وتقوم تشكيلة من كافة الجيوش بتحيتهما قبل أن يتوجه مع ضيفه إلى مقر إقامته وهي عادة بنزل " Marigny " أو بسفارة الضيف . وخلال مدة  الزيارة يتم تزيين  " الشانزليزي "  بأعلام دولة الضيف.
وقد نال الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي هذا الشرف من قبل الرئيس " فرنسوا هولاند ّ خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي سابقا إلى فرنسا في أفريل من سنة 2015 .
وقد كان البرنامج في تلك الزيارة كبيرا ومهما : خطاب بمجلس الشيوخ وغداء بمدينة " ماتينيون " صحبة الوزير الأول " إيمانويل فالس " وزيارة  قصر البلدية  واحتفالية بجامعة السوربون  حيث منح السبسي دكتوراه فخرية .
وفي قصر " الإيليزي " تم استقباله من قبل الرئيس الفرنسي ثم أقام الرئيسان ندوة صحفية مشتركة شفعت بعشاء رسمي . وعند انتهاء الزيارة قام مدير البروتوكول بمرافقة السبسي إلى المطار ( عادة في باريس ) .
وفي العادة يتم إعداد برنامج خاص بزوجات الضيوف ويمكن أن يتضمن زيارات لأكبر دور الثقافة باريس وزيارات إلى المستشفيات أو المعارض .


* الزيارة الرسمية
بالنسبة إلى الزيارة الرسمية يكون البرنامج أكثر تبسيطا ويتم التقليص  من عدد المرافقين الأمنيين ولا تتم برمجة زيارة بلدية باريس . ويمكن لهذه الزيارة أن تدوم بين يومين وثلاثة أيام . وينطبق هذا النوع من الزيارات على  الزيارة التي قام بها الرئيس منصف المرزوقي إلى فرنسا في جويلية 2012 وقد ألقى آنذاك خطابا بالجمعية الوطنية (l'Assemblée nationale ) .
* زيارة العمل
تكون زيارة العمل عبارة عن محادثات سياسية وتشفع بغداء . ومنذ وصولهم إلى المطار يتم استقبال قادة الدول بالقاعة الشرفية بنفس المطار . وفي بعض الحالات يتناولون الطعام مع الوزير الأول الفرنسي أو رئيس الدولة . وفي حالات أخرى تقتصر الزيارة على بعض المحادثات واللقاءات .
وتدخل  زيارة الرئيس قيس سعيد الذي استقبله مثلما أسلفنا وزير الخارجية الفرنسي  في هذا الإطار. وهذا دليل على حسن النية من الجانب الفرنسي .
* الزيارة الخاصة
خلال الزيارات الخاصة تقوم السفارة بإعلام مصالح البروتوكول من أجل فتح القاعة الشرفية بالمطار . أما تأمين الزيارة ( إذا كان ذلك ضروريا ) فيتم من قبل مصالح الحماية (SDLP ) التابعة للأمن الوطني الفرنسي . وفي هذا الزيارات يتم دائما إعلام الدولة الفرنسية فقط للترخيص بالتحليق في أجوائها .
وللتظكير فقد حطت طائرة الرئيس قيس سعيد بمطار " Paris-Le Bourget "   حيث استقبل من قبل " Jean-Yves Le Drian "  الوزير الفرنسي لأوروبا والشؤون الخارجية . وكان في استقبال قيس سعيّد أيضا سفير فرنسا بتونس " أوليفيي بوافر دارفور " والمكلف بأعمال السفارة التونسية بباريس فتحي بن معاوية وسفير تونس لدى اليونسكو غازي الغرايري وأعضاء السفارة والمسؤولين بالقنصليات بالعاصمة الفرنسية .
أما  البعثة الرسمية التونسية التي رافقت قيس سعيد في هذه الزيارة  فكانت مؤلفة من كل من نادية عكاشة الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي ووزير الخارجية نر الدين الريّ ووزير المالية نزار يعيش والمستشار المكلف بالشؤون الديبلوماسية عثمان الجرندي .

( * معلومات من مصادر رسمية مختلفة )
جمال المالكي
 

التعليقات

علِّق