علمت " الحصري " أن ما لا يقلّ عن 5000 آلاف شخص من التونسيين يملكون أرصدة مالية لا تقل عن مليون دينار لكلّ واحد منهم . ومع القول " ربّي يزيدهم " طبعا فإن الغريب في أمر هؤلاء أنه لا واحد منهم يدفع مليما واحدا بعنوان ضرائب مستوجبة عليهم لفائدة الدولة وأنهم لا يصرّحون بمداخيلهم   الحقيقية  التي تستوجب خصم نسبة منها لفائدة الضرائب بل يصرّحون بأن مداخيلهم " صفر " أو(  Néant) مثلما يقال بلغة المحاسبين .
وتعدّ هذه النتيجة التي تواصلت إليها جهات حكومية مختصّة  مهزلة بأتم معنى الكلمة . فالموظف البسيط والعامل في أي قطاع  عمومي وأغلب العاملين في القطاع الخاص المنظّم يدفعون ما عليهم من ضرائب تقتطع مباشرة من رواتبهم ودون أي خيار منهم . أما هؤلاء المتهرّبون على الدوام من القيام بواجبهم فهم بالإضافة إلى ذلك يخرّبون الاقتصاد الوطني  ويتمتّعون ( مثل دافعي الضرائب ) بكافة المواد المدعّمة بل ويطالبون بحقوقهم فيها .
ولعلّ الاغرب من هذا النتيجة هو كيف ظلّ هؤلاء طوال سنوات يتهرّبون من دفع ما عليهم ومن ساعدهم على ذلك خاصة أم عددهم 5 آلاف أو ربما أكثر؟. كما أن هؤلاء حرموا الدولة والوطن من موارد ضخمة لو دفعوها لما كنّا دائما مضطرّين للبحث عن الموارد المالية خارج البلاد والحال أن أبناء البلاد قادرون ( لو قام كل واحد منهم بواجبه الجبائي ) على تجنيب الدولة مذلّة الحاجة والسؤال .
ج – م