حين تصبح "بشرى ترموس" مرجعا للافتاء حول التطبيع مع الكيان الصهيوني !

حين تصبح "بشرى ترموس" مرجعا للافتاء حول التطبيع مع الكيان الصهيوني !

 

بقلم : شكري الشيحي

غالبا ما تستنجد الشعوب والثقافات بأقاويل خالدة لمشاهير هذا البلد أو ذاك على اختلاف مشارب الاختصاص والتيارات الايديولوجية بين رياضة وسياسة وثقافة والى غير ذلك، خاصة فيما يتعلق بمواقفهم في القضايا ذات البعد القومي حتى تكون نيشانا يزيّن صدورهم..ومواقف يعتدّ بها زمن الأزمات وتكون مرجعا للاستدلال..

واذا ما يفتخر البعض في بلدان شقيقة وصديقة بمآثر المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا وغيرهم..فان لتونس أيضا مراجع..ولكن السقف تهاوى للأسف من تاريخ كنا نعتزّ به انطلاقا من ابن خلدون وصولا الى بعض أعلام العصر الحديث..قبل أن تطفو بعض الكائنات المجهرية على سطح الأحداث لتغوص في مسائل هي أرفع منها شكلا ومضمونا..
احدى هؤلاء هي الممثلة أساور بن محمد المعروفة بدور " بشرى ترموس " في مسلسل " اولاد مفيدة " اذ أصرت على الخوض في جدلية التطبيع مع الكيان الصهيوني، اذ قالت ان صابر الرباعي لم يخطئ عندما قام بالتصوير وهو يضحك ملء شدقيه مع جندي اسرائيلي.. وأضافت أساور في تصريح إذاعي لراديو " كاب اف ام "  انها لا ترى مانعا في التصوير مع الاسرائيليين أو مع جنودهم لأنها " فنّانة " ولا دخل للفنانين في الحروب أو السياسة في محاولة منها لتبرير الضجة التي احدثتها صورة صابر الرباعي مع الضابط الاسرائيلي .
هذا التصريح كشف مرّة اخرى القناع عن بعض المتسلقين لسلّم الشهرة ومن وضعتهم الصدفة ضمن " المشاهير " والحال أنهم من "رويبضات"  هذا الزمان  .
فالممثلة أساور التي  لا تملك في "جعبتها" سوى بضعة مشاهد يتيمة في مسلسل رمضاني، أكّدت من خلال موقفها أنها محدودة الفكر وإلا بم نفسّر إهانتها للقضية الجوهرية للمسلمين والعرب وهي" فلسطين " واعلانها الموافقة على التصوير مع الجنود الاسرائيليين دون احترام مشاعر  "شعب الجبارين" الذي يتعرض أفراده للاغتصاب والقتل والتنكيل من قبل من ترغب هي في التصوير معهم ....
مثل هذه التصريحات المخجلة عقائديا وفكريا تثبت أن بعض مشاهير ونجوم الورق ممن صنعهم اعلامنا حريّ بهم الاعتكاف والصمت دائما أفضل من الغوص كيفما اتفق في مسائل أكبر وأشمل من ثقافتهم المحدودة ودرجة التزامهم الغائبة تماما والمفترض حضورها لدى صفوة القوم اذا ما اعتبرنا جدلا أن "أساور" هي مصنفة ولو عبثا على الفنّ..فهم بذلك يحفظون كرامتهم ويجعلون الجمهور يتفادى مزيد الانتكاس بصدمات ما أنزل بها الله من سلطان أفرزتها مثل هذه المواقف..
أمثال بشرى ممن صنعوا قاعدة جماهيرية "عريضة" بمجرد لقطات بالغة الجرأة هم أبعد ما يكون عن الخوض في قضايا الأمّة..والأدهى أنهم يحتلون كل الفضاءات الاعلامية ويحتكرون أكبر المانشات..فبالله عليكم أعفونا من مثل هذه الرداءة مستقبلا حتى لا تهدر قدسية القضية الفلسطينية بمثل هذا النشاز العابر للبلدان من بشرى ومثيلاتها...

التعليقات

علِّق