حول شبه تسميم سعيّد: غياب المكلفين بالإعلام عمّق الأزمة الاتصالية للرئاسات الثلاث

حول شبه تسميم سعيّد: غياب المكلفين بالإعلام عمّق الأزمة الاتصالية للرئاسات الثلاث

أثارت المعلومات المتداولة حول شبهة تسميم الرئيس قيس سعيد عدة تساؤلات حول مصدرها وكيف يمكن الوصول إلى معلومة رسمية خصوصا وأن القصر الرئاسي لا يملك مكلفا بالإعلام بعد استقالة رشيدة النيفر منذ أكتوبر 2020.

وسعت عدة وسائل إعلام إلى استقاء معلومات رسمية حول هذه الحادثة إلا أن أحدا لا يجيب ما جعل الجميع يبحث عن مصادر زادت في تأجيج الإشاعات في مسألة أمن قومي لا يمكن لأحد أن يتخيل ما سينجر عنها في المستقبل.

وسارعت الرئاسة الجزائرية ومن بعدها الخارجية الليبية إلى الاستفسار عن حالة الرئيس وسط غموض كامل زاد في تعميقه تدوينات عبثية نشرت على منصة التواصل الاجتماعي فايسبوك.

وتساءل البعض هل يمكن اعتبار الفايسبوك مصدرا رسميا لمعلومات يمكن أن تتسبب في إخلال في الأمن العام للبلاد التي تعيش على وقع احتجاجات شبه يومية واعتصامات وإضرابات تكاد تصبح طبقا رئيسيا يتغذى عليه التونسيون.

وهذا يجرنا إلى القول إن غياب المكلفين بالإعلام في صلب ثلاث مؤسسات حساسة وهي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان لا يزيد الوضع إلا تعقيدا وعبثية.

وكان الأجدر أن لا تخرج محاولة التسميم هذه للعلن حتى تنتهي التحقيقات الرسمية وفي حال تسرب معلومات فإن المكلف بالإعلام كان سيضع حدا لكل ما يقال بتدخل أو ببلاغ واضح للرأي العام الذي لم يعد يتحمل هذه الضبابية في الخطابات الرسمية سواء كان ذلك في رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة أو البرلمان.

فلا رئيس البرلمان راشد الغنوشي ولا رئيس الجمهورية قيس سعيد ولا رئيس الحكومة هشام المشيشي قادرون على إيصال معلومة واضحة ولا تقبل التأويل للشعب التونسي الذي سئم الخطابات الرنانة وغير المفهومة كما سئم النزاعات التي أصبحت واضحة للعلن بين ذوي أقوى السلطات.

وعلى سبيل التذكير فإن الرئاسات الثلاث تفتقد إلى مكلفين بالإعلام وذلك بعد استقالة رشيدة النيفر في 22 أكتوبر الماضي ووفاة الفقيد خالد الحداد في 14 نوفمبر الماضي واستقالة سماح مفتاح في 1 ديسمبر الماضي.

ولو قارنا أنفسنا بغيرنا فإننا سنجد الفرق شاسعا بين من يخصص ميزانيات ضخمة للاتصال وبين من لم يتحرك إلى حد الان لتعويض من استقال أو وافته المنية.

ومن واجبنا أن نذكر أيضا أن هذا الغموض غير المبرر في قضية الظرف المشبوه قد يجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه بعد حملات التجييش وتوجيه الرأي العام إلى ما لا ينفع البلاد والعباد

وفي وقت تسارع الدول إلى توفير اللقاح ضد فيروس كورونا لشعبها نجد ساستنا يتخاصمون في العلن والسر من أجل تسجيل نقاط من منطلق لماذا أنت في الحكم وليس أنا ضاربين عرض الحائط بما تمر به البلاد من وضع صحي دقيق وخطير جدا.

وعلى العموم فإنه بات من الواضح حاليا أن وضع استراتيجية اتصالية للرئاسات الثلاث أصبح أمرا ضروريا جدا حتى يتسنى لنا أن نتحصل على معلومات دقيقة ورسمية تبعد الجميع عن التأويل والإشاعات التي قد تذهب بالبلاد نحو الهاوية.

أ.و

التعليقات

علِّق