حملة شرسة لتدمير شركة الطيران " سيفاكس – آرلاينز "
لم يعد الأمر يخفى على أحد وهو لا يحتاج إلى عبقرية كي نفهم أن بعض الأطراف تشنّ حملة شرسة لتدمير شركة الطيران الخاصة " سيفاكس – آرلاينس " التي يحتفظ فيها النائب عن حركة النهضة ورجل الأعمال محمد الفريخة بأوفر الأسهم . فمن خلال بعض المواقع الإلكترونية أو من
خلال حسابات خاصة لأشخاص ينشطون في شركات طيران أخرى أو من لا علاقة لهم بالطيران أو " البيزنس " لا من بعيد ولا من قريب لاحظنا الكثير من الإتهامات التي تكال لهذه الشركة ظلما وآخرها أنها " الراعي الرسمي للإرهاب في سوريا " وبدعوى أنها تقوم بتسفير الشباب للجهاد في سوريا عبر ما سمّي " تذاكر ذهاب بلا رجوع " والحال أن طائراتها لا تؤمّن رحلات لا في اتجاه سوريا ولا حتى في اتجاه دول مجاورة لسوريا.
وطبعا لا ندافع عن هذه الشركة إلا لأنها شركة تونسية وطنية يعمل بها المئات من التونسيين وتساهم في تنشيط الإقتصاد الوطني ولأن تدميرها يعني قطع أرزاق المئات من العائلات .
حقيقة الأمور
من خلال المعلومات القليلة التي نملكها يمكن الـتأكيد على أن لهذه الشركة 3 طائرات لتأمين الرحلات التجارية وطائرة أخرى صغيرة. طائرة " آرباص أ 330 كانت تعمل على خط تونس مونريال بكندا وقد دخلت في عطلة فنّية منذ حوالي سنة إذ أعيدت إلى الشركة المصنّعة " آرباص " التي لم تعدها إلى الآن . أما الطائرتان المتبقيتان فقد تم الترخيص لإحداهما بالقيام برحلتين أسبوعيتين من تونس إلى باريس ومن صفاقس إلى باريس. وكان للشركة طائرة ثانية تربط صفاقس بطرابلس ومدن ليبية أخرى لكن هذه الرحلات توقفت منذ أكثر من سنة ونصف بسبب الأوضاع في ليبيا . وكان من أسباب ذلك أن الشركة لم تستخلص إلى اليوم مستحقاتها من الطرف الليبي شأنها في ذلك شأن العديد من الشركات التونسية التي تأثرت بما يحدث في ليبيا .
لا نحبك لا نصبر عليك
هذا المثل التونسي ينطبق تمام الإنطباق على العلاقة بين الشركة وسلطة الإشراف . فقد طلبت الشركة أن يسمح لها باستغلال الطائرة التي كانت تعمل على طرابلس على خط تركيا من تونس فوافقت سلطة الأشراف على منحها خطا بين صفاقس وإسطمبول والأدهى أن رخصة الهبوط لم تكن بمطار كمال أتاتورك المعروف بل بمطار " صبيحة " الذي يبعد حوالي 60 كيلومترا عن المدينة وهذا طبعا جعل الناس لا يرغبون في رحلات تحملهم بعيدا عن العاصمة التركية بنحو 60 كلم وبكل ما يعني ذلك من أتعاب ومصاريف زائدة ليسوا في حاجة إلى بذلها . وأمام تراجع الطلب ألغيت الرحلة وظلت الطائرة غير مستعملة . وطبعا لا يمكن استعمالها في نفس الخط المستعمل وهو تونس باريس لأسباب عديدة أهمها أن العملية تصبح خاسرة ألفا بالمائة .
نعم للعمرة ... لكن " العام الجاي " ؟؟
منذ مدة طويلة حصل جدل وأخذ وردّ حول الترخيص للشركة باستغلال خط صفاقس جدة لتأمين رحلات عمرة للتونسيين ... وسمعنا الكثير من الكلام عن هذا الموضوع ولا فائدة في الرجوع إليه . لكن ما لا يعلمه الناس وخاصة أولئك الذين يعملون على تحطيم الشركة أن هذه الأخيرة تلقّت على ما يبدو منذ بضعة أيام مراسلة رسمية من سلطة الإشراف تستجيب فيها إلى طلبها في خصوص تنظيم رحلات العمرة وكذلك فتح خط بين تونس وإسطمبول. ولم تمرّ سوى ساعات قليلة فقط حتى تغيّر الموقف ووقع التراجع عمّا جاء في المراسلة الأولى ؟؟؟.
وطبعا لا يمكن للواحد منّا إلا أن يتعجّب كيف تتصرّف إدارة كبيرة ومحترمة بهذا الشكل الذي لا يفهمه أحد ولا يقبله أحد أيضا ... المهم أنه جاء في الرسالة الثانية على ما يبدو أن سلطة الإشراف وافقت على رحلات العمرة لكن ليس الآن ...؟.
إلى أين وما مصلحتهم ؟؟؟
أما إلى أين فلا أحد في الشركة متفائل لأن كافة المؤشرات سلبية ولا تريح أحدا ما عدا من يعملون على أن تصل الشركة إلى وضع الإفلاس والإغلاق . فالشركة ورغم الإمكانات المحدودة خلقت في وقت من الأوقات حركية ونشاطا ومواطن شغل سواء داخل الشركة أو بمطار صفاقس . وتعمل بها مثلما قلنا إطارات عديدة . ومن جهة أخرى لا نعتقد أن هناك عاقل واحد في البلاد يمكن أن يعتقد أنها تنافس الخطوط التونسية على سبيل المثال لأنه لا مجال لمقارنة ما لا يقارن ومن هنا لا يمكن القول إن من يسعون إلى " تبريك " الشركة غايتهم " كذا أو كذا " لأن الغايات تبقى غامضة في انتظار ما يخالف ذلك .
أما المصاعب التي تعاني منها الشركة اليوم فلا تحصى ولا تعدّ ومنها على سبيل المثال أن كافة المصاريف الخاصة بالرحلات من خدمات بالمطار ومحروقات داخل تونس وخارجها وكافة المشتريات يجب على الشركة أن تدفعها نقدا خلافا للعديد من الشركات التي تتمتّع بامتيازات تأجيل الديون والبغض من النفقات . وطبعا كل هذا يؤثّر على سير الشركة وعلى وجودها أصلا خاصة إذا تواصل الحال كما هو عليه.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق