حقيقة احتياطي الملح في تونس و هل هي مادة غير معنية بالاندثار ؟
تعتبر مادة الملح أحد المواد الأكثر إستعمالا في الطبخ وفي حفظ الطعام من التعفن و في الصناعة و هو ما جعلنا نتساءل عن حقيقة احتياطي الملح و مدى ندرة هذا المكون . فهل كثرة استعمالنا لهذه المادة قد تؤدي إلى نفاذها ؟
علميا يعتبر ملح الطعام أحد المواد الأكثر انتشارًا و تغطي المحيطات التي تعد المصدر الأساسي له حوالي 70٪ من سطح الأرض.
وإذا أردنا تبسيط المثال فإن كل لتر من مياه البحر يحتوي على ما يقارب 34.7 غ من الأملاح المذابة بما في ذلك كلوريد الصوديوم (NaCl) و يعتبر هذا احتياطيا هائلا من الملح اي ما يعادل أكثر من 49 مليار طن على مستوى الكرة الأرضية ، فلو بخرنا كامل مياه البحر , فإن طبقة الملح المترسبة ستكون بسُمك 45 مترًا ، أي بارتفاع مبنى يتكون من 15 طابقا.
**البحر الأبيض المتوسط من بين البحار الأكثر ملوحة في العالم
ويُصنف البحر الأبيض المتوسط ضمن أكثر البحار ملوحة في العالم، حيث تبلغ ملوحته 39 غرام من الأملاح لكل لتر، بما في ذلك 33 غ من كلوريد الصوديوم، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي.
و يستغل جل منتجي مادة الملح جزءًا ضئيلًا جدًا من هذه الكميات حيث يبلغ الإنتاج السنوي لتونس 1.5 مليون طن من الملح، بينما تصل احتياجات السوق المحلية إلى 130 ألف طن سنويًا. وهذا يمثل جزءًا صغيرًا من 130 ألف مليار طن التي يحتوي عليها البحر الأبيض المتوسط!
**الملح البحري: ثروة متجددة لاستغلال مستدام وصديق للبيئة
و ما يجعل احتياطيات الملح أكثر استثنائية هو أنها لا تننه أبدًا على عكس بقية الموارد الطبيعية الأخرى مثل النفط و المعادن.
فالملح البحري يتم تجديده باستمرار بفضل دورة المياه و حوالي 2 مليار طن من الصوديوم والكلوريد، الناتجة عن تآكل الصخور، يتم نقلها كل عام بواسطة الأنهار إلى المحيطات.
و بالإضافة إلى ذلك، فإن الطريقة المستخدمة لجمع الملح صديقة للبيئة خاصة في الملاحات، يُستخدم فقط تأثير الشمس والرياح لتبخير مياه البحر، دون اللجوء إلى المواد الكيميائية.
و تسمح هذه الطريقة المستدامة أيضًا بالحفاظ على التنوع البيولوجي للمناطق الرطبة الساحلية وتقليل البصمة الكربونية.
وبالتالي، يتميز استغلال الملح البحري كنشاط بيئي ومستدام، متوافق مع التحديات البيئية الحالية.
التعليقات
علِّق