حزب العمال يصدر بيانا على أعقاب مأساة مدينة جرجيس ( أبناء الشعب يحيون غرباء ويموتون غرباء)

حزب العمال يصدر بيانا على أعقاب مأساة مدينة جرجيس ( أبناء الشعب يحيون غرباء ويموتون غرباء)

أصدر حزب العمال اليوم بيانا على أعقاب مأساة مدينة جرجيس بعنوانز( أبناء الشعب يحيون غرباء ويموتون غرباء)، وفي مايلي نص البيان:

يخيّم شبح الموت على مدينة جرجيس منذ عدة أيام وتحديدا منذ فقدان 17 شخصا من أبناء وبنات المدينة كانوا يعتزمون الإبحار بطريقة غير نظامية إلى السواحل الأوروبية في إطار عملية "حرقة" منظمة وبداية اكتشاف جثث المفقودين الواحدة تلو الأخرى. ولكن ما عمّق مأساة عائلات الضحايا ما رافق عمليات انتشال جثث الضحايا ودفنها من استهانة بكرامة الذات الإنسانية واستهتار بمشاعر عائلات الضحايا حيث تمّ دفنهم من قبل السلطات بوصفهم غرباء لفظهم البحر دون بذل أدنى مجهود لتحديد هوياتهم ولولا الهبة الشعبية لبحارة جرجيس الذين تطوعوا للقيام بعمليات البحث في ظل تقاعس السلطات الجهوية والمحلية لبقي مصير المفقودين مجهولا.

إنّ اللجنة الجهوية لحزب العمال بمدنين إذ ترفع أصدق عبارات التعازي والمواساة لعائلات الضحايا ولكافة مواطني ومواطنات جرجيس في مصابهم الجلل فإنها:

- تعتبر ما رافق أداء السلطات المحلية والجهوية و المركزية خلال عمليات البحث عن الضحايا ودفنهم من تقاعس واستهتار يرتقي إلى مرتبة جريمة الدولة.

- تنبه الرأي العام الجهوي والوطني إلى تحوّل ظاهرة الهجرة الغير نظامية الى ظاهرة مدمرة كنتاج للخيارات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة، كما تضخم البعد الاجرامي من خلال الشبكات المتشعبة التي تديرها عصابات منظمة تحت أنظار الدولة العاجزة عن إيقاف هذا النزيف بل والمتورطة في تفاقمه بسياساتها المنتجة للفقر والتهميش والبطالة والتي زرعت اليأس والإحباط في صفوف الشعب عامة و الشباب خاصة.

- تحيّي بحارة جرجيس وكل من ساهم في مجهودات انتشال جثث الضحايا على وقفتهم البطولية وهبّتهم الشعبية التي تؤكد مرة أخرى ما يختزنه أبناء الشعب التونسي العظيم من قدرات جبارة على مواجهة أزماته بقدراته الذاتية متى توفرت الإرادة الشعبية الحقيقية.

- تؤكد أنّ مواجهة نزيف الهجرة الغير نظامية وإنقاذ شباب تونس من البطالة والتهميش في بلادهم أو أهوال البحر أو ظلمات الاستغلال والميز العنصري في أوروبا لا يكون إلاّ بالثورة على السياسات الاقتصادية والاجتماعية والنظام الذي ينفذها وتغييرها تغييرا جذريا بسياسات جديدة ومنظومة منحازة للشعب والوطن بالفعل وليس بالخطابات الجوفاء التي تغالط الرأي العام وتحاول تعميته لتمرير نفس السياسات والخيارات.

التعليقات

علِّق