حتى لا ينسى الغرب .. كيف آتفقوا على احتلال فلسطين وغزو أفغانستان والعراق...

حتى لا ينسى الغرب .. كيف آتفقوا على احتلال فلسطين وغزو أفغانستان والعراق...

تتواصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا لليوم الخامس على التوالي ، وسط سماع دوي الانفجارات اليوم  الاثنين في العاصمة الأوكرانية كييف ، مع سقوط العشرات من المدنيين الأوكرانيين وأيضا الأجانب  ومقتل عدد كبير من الجنود في صفوف  طرفين النزاع  .

وتشهد الحدود الأوكرانية أوضاعا مأساوية للاجئين سواء الأوكرانيين أو الجاليات الأجنبية الهاربة من " جحيم " المعارك .

وبالتزامن مع ذلك خرجت العشرات من المسيرات في مدن أوروبية مناهضة للعدوان الروسي على أوكرانيا .

وفي ألمانيا، شارك أمس الأحد أكثر من مائة ألف شخص في مسيرة في برلين تضامنا مع أوكرانيا، حيث ارتدى العديد من المتظاهرين لوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر، فيما أعلن المنظّمون أن حوالي نصف مليون شخص شاركوا في المسيرة.

واحتشد المتظاهرون، الذين حملوا لافتات كتب عليها "لا للحرب العالمية الثالثة" و"أوقفوا القاتل" و"برلين، على مسافة 640 كيلومتراً من خطوط المواجهة" عند بوابة براندنبورغ، قرب السفارة الروسية في جادة أونتر دن ليندن.

وازدحمت ساحة فاتسلاف الشهيرة في قلب العاصمة التشيكية (براغ) بالمتظاهرين، وهي مكان له رمزية لأنه شهد مواجهة مع الدبابات الروسية العام 1968 خلال "ربيع براغ". وهتف المتظاهرون "عار" ورفعوا لافتات "أوقفوا الوحش" وشبّهوا الرئيس الروسي بقائد ألمانيا النازية أدولف هتلر.

أما في كوبنهاغن، فقد شارك نحو 10 آلاف متظاهر بينهم رئيسة الوزراء ووزير الخارجية أمام مقر السفارة الروسية.

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن أمام المحتجين: "إنكم جميعا وأوروبا كلها مهددة من روسيا".

وفي فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، هتف مئات من المتظاهرين بشعار "المجد لأوكرانيا". وقالت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا التي تعيش في المنفى في ليتوانيا، للصحافيين إن "أشقاءنا الأوكرانيين لن يغفروا لنا صمتنا".

أما في شوارع أثينا حيث تجمع ما لا يقل عن ألف شخص، فلم تخف الأوكرانية ليفجينيا روديونوفا (40 عاما) مخاوفها قائلة: "إذا لم نوقف بوتين الآن، فلن نكون قادرين أبدا على وقفه، يجب أن يتم إيقافه الآن في كييف لمنعه من مهاجمة مدن أخرى في أوروبا".

وخرجت تظاهرات أيضا في روما وباريس وأمستردام ومدريد وتل أبيب، وكذلك في الإكوادور حيث رفعت مجموعة صغيرة من المتظاهرين لافتات أمام السفارة الروسية كتب عليها "بوتين قاتل".

رياضيا قرر الإتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا "  اتخاذ مجموعة من القرارات المشددة  بحق روسيا على خلفية التطورات الأخيرة ضد أوكرانيا  من أبرزها  خوض روسيا مبارياتها الرسمية خارج أرضها ودون جمهور، كما منع استخدام اسم روسيا وتعويضه بالاتحاد الروسي لكرة القدم.

وبالإضافة إلى ذلك، اعتمد الفيفا شعار الاتحاد الروسي لكرة القدم بدلا من العلم الروسي وهي نفس القرارات التي اتخذها الإتحاد الأوروبي لكرة القدم ضد روسيا .

ويرى كثير من المحلّلين السياسيين أن الأزمة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا كشفت القناع مرة أخرى عن ازدواجية المواقف الإنسانية لدى " الغرب تجاه المسلمين والعرب وخاصة القضية الفلسطية .

فخلال الأحداث الجارية بين روسيا وأوكرانيا ساد إجماع لدى المسلمين والعرب على رفض العدوان الروسي ، وقد تترجم ذلك في مواقف رسمية  جاهر بها زعماء ورؤساء الدول العربية .. من المحيط إلى الخليج كلهم أعلنوا رفضهم العدوان وطالبوا بحلّ سلمي للنزاع الدائر بين كييف وموسكو .مع وجود استثناء وحيد يتمثل في الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعلن صراحة، عن دعمه للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حيث صرح خلال دعمه لحليفه الاستراتيجي بوتين، إن "روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية".

والثابت أن الأزمة الحالية كشفت أن العرب والمسلمين لا قيمة لهم لدى الغرب ، بدليل أن العالم كلّه لازال صامتا تجته الغطرسة الإسرائيلية وجرائمها اليومية في حق المدنيين الفلسطينيين محاولاتها اليومية " تهويد " القدس عبر سلب أملاك وبيوت وأراضي المقدسييّن .

الغرب اكتفى ايضا بالمشاهدة في عديد المحطات السابقة ، مثل الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد في حق المدنيين العزّل في بدايات الثورة السورية قبل أن " تعبث " بها أيادي المخابرات الأجنبية وتُحوّلها من ثورة سورية إلى ساحة صراع اقليمي بين محاور روسيا ايران من جهة وحلف الناتو من جهة أخرى ..

وساند نفس الغرب في سنتي 2002 و 2003 غزوي الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان والعراق بداعي الحرب على الارهاب والبحث عن أسلحة الدمار الشامل  ، ليسقط مئات الآلاف من الأبرياء ضحايا للقصف الأمريكي ، قبل أن يتبيّن أن أسلحة الدمار الشامل كذبة لا وجود لها إلا في مخيّلة جورج بوش الإبن وحليفه البريطاني حينها طوني بلير .

وإلى اليوم لازال الملايين من المسلميين يعيشون الويلات والتشريد والقمع والقتل في مختلف المقاطعات الصينية ، حيث تفيد تقارير دولية رسمية عن تعرّض الأقليات المسلمة في الصين إلى إبادة جماعية لغايات دينية عنصرية .. ولكن رغم بشاعة الجرائم والتقارير والصور التي تصل من هناك إلا أن الدول الغربية تعاملت معها بشعار " لا عين رأت ولا أذن سمعت " ..

أما بخصوص الفيفا فيكفي أن نُذكّر بمواقفها السابقة الرافضة ل" تسييس " الرياضة وكيف كانت تصدر العقوبات تلوى الأخرى تجاه الرياضيين العرب والمسلمين حين يرفعون شعارات مناصرة للقضية الفلسطينية أو مناهضة للجرائم الإسرائيلية .. أما بقية الإتحادات العالمية فكانت تفرض على الرياضيين الرافضين للتطبيع بأن يخوضوا المواجهات ضد الرياضيين الصهاينة ، أو تواجههم بترسانة من العقوبات قد تصل إلى التجميد النهائي للنشاط .. 

ولكن كل تلك الشعارات والمواثيق الرياضية  اختفت مع الأزمة الأوكرانية ، لتصبح  "الفيفا " وسيلة ضغط " سياسي " على روسيا .. بعد أن كانت لسنوات " سيفا " تسلّط على رقاب الرياضيين المتضامنين مع القضايا العربية والإسلامية ..

 

التعليقات

علِّق