حارس الملعب التونسي سابقا عبد الله الطرابلسي : صبر في صمت ورحل في صمت‎

حارس الملعب التونسي سابقا عبد الله الطرابلسي : صبر في صمت ورحل في صمت‎

 

أكيد أن الكثير من شباب اليوم وحتى من أجيال الثمانينات  والتسعينات لا يعرفون الحارس  العملاق للملعب التونسي والمنتخب عبد الله الطرابلسي الذي رحل اليوم عن هذا العالم بعد رحلة طويلة ومعاناة أطول مع المرض . هذا الحارس  الذي ساهم  بقسط وفير في بطولات وكؤوس رفعها الملعب التونسي كان رغم أنه عملاق وأسد في الشباك ورغم كافة المواصفات قليل الحظ في المنتخب لأنه جاء في عصر سيطر فيه حارس النادي الإفريقي الصادق ساسي ( شهر إلى اليوم بكنية عتّوقة ) . ولم يكن عبد الله الطرابلسي وحده  الذي حجبه " نبوغ " عتوقة آنذاك  إذ هناك العديد من الحراس الذين لم يكونوا أقل قيمة منه على غرار المنصف طبقة حارس الإتحاد المنستيري  وفرجاني الدرويش حارس مستقبل  المرسى وغازي  ليمام حارس النادي البنزرتي  وغيرهم  طبعا .
ويروى عن المرحوم عبد الله الطرابلسي أنه أصيب ذات مرّة بكسر في يده استوجب وضع " الجبيرة " ومع ذلك واصل اللعب ولم يغادر لأن فريقه استوفى حقه في التغييرات وتصدى للعديد من الكرات بيد واحدة . وفي لقطة أخرى شاهدتها بنفسي في سبعينات القرن الماضي  ارتمى الطرابلسي على الكرة  من مسافة بعيدة جدّا  في لقاء الملعب التونسي والنادي الإفريقي على ما أذكر وأنقذ شباكه من هدف لكنه ارتطم بالقائم  فأصيب بجرح غائر استوجب العديد من " الغرز " ... وواصل  اللعب ولم يغادر .
وحان الوقت كي يرحل هذا العملاق في صمت ... بل تحت تواطؤ وجحود الكثير ممّن عرفوه ... فرحمه  الله بواسع رحمته وكفى عائلته أن التاريخ لن يهمل اسمه مهما تعاقبت الأيام والأشهر والسنوات .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق