حادث أمّ العرائس-الرديف..ضرورة إعلان الحرب على إرهاب الطرقات

بقلم ريم بالخذيري
الحادث المريع الذي وقع اليوم في الرديف وأسفر عن قتلى ومصابين يعد مختلفا عما سبقه من الحوادث فقد وقع بين حافلة نقل عمومي يتم اختيار السواق فيها بعناية وبين شاحنة ثقيلة من المفترض ألا تسير في طرقات عادية.
هذا الحادث يؤكد أننا بحاجة إلى قوانين ثورية للطرقات وإعلان الحرب على إرهاب الطريق.التي يكون دوما أبرز ضحاياها من الأطفال .سواء أكانوا هم الضحايا أو تحوّلهم هذه الحوادث إلى أيتام .
وهذا يتم أيضا عبر أصلاح الطرقات الوطنية خاصة وإلزام شركة الطرقات السيارة التي تجني الملايين على العناية بالطرقات.حوادث المرور حصدت عشرات الآلاف من الأرواح في السنوات الماضية
قانون الطرقات التونسي أصبح باليا مثلما بلي الأسطول والطرقات ولابد من توجيه خطط التنمية الى هذا المجال الحيوي الذي يعد قاطرة الاقتصاد الأولى.فالحاجة تبدو ملحة إلى تغيير مجلة الطرقات أو تنقيحها في اتجاه سن عقوبات أكثر تشدّدا و الاستئناس بالتجارب المقارنة .مع تكثيف الحملات التوعوية و التحسيسية فالسائق ليس مسؤولا عن نفسه إنما هو مسؤول عمّن ينقل على بقية السواق في الطريق ووجب القطع مع عقلية الأنانية و اعتبار الآخر دوما على خطأ وجب تلافيه . ومن المهم تفعيل تطبيق القانون الحالي بصرامة .
إن تقدم الدول يقاس بمدى تقدم طرقاتها وموانئها ومطاراتها و بمدى تطور عقلية مواطنيها فمن يحترم إشارات المرور حتى في ظل غياب شرطي المرور هو من بأنه الناس على أرواحهم و يأمنون تهوّره و إرهابه.
أرقام تلخص المأساة
*تشير الإحصائيات المتعلقة بحوادث المرور في تونس إلى استمرار التحديات في هذا المجال. في عام 2023، تم تسجيل 5525 حادث مرور، أسفرت عن 1185 وفاة و7586 إصابة. ورغم انخفاض عدد الحوادث بنسبة 2.06% مقارنة بعام 2022، إلا أن عدد الوفيات ارتفع بنسبة 14.71% .
*في عام 2024، حتى 25 ديسمبر، تم تسجيل 5510 حوادث مرور، نتج عنها 1138 وفاة و7558 إصابة. يعني ذلك معدلًا يوميًا يساوي 15 حادثًا، مع 3 وفيات و21 إصابة. مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، يمثل ذلك انخفاضًا بنسبة 4% في عدد الحوادث والوفيات، و3% في عدد الإصابات .
*تعود الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث إلى السهو وعدم الانتباه بنسبة 42%، تليها السرعة بنسبة 15%، ثم عدم احترام الأولوية بنسبة 8% .
*تتصدر ولاية تونس قائمة الولايات من حيث عدد الحوادث والوفيات، تليها ولايات صفاقس، المهدية، والقيروان.
* تشير الإحصائيات إلى ارتفاع مستمر في عدد ضحايا حوادث المرور من الأطفال في تونس. ففي عام 2021، سُجّلت 103 وفيات بين الأطفال، وارتفع العدد إلى 115 في عام 2022، ثم إلى 123 في عام 2023.
* تُظهر البيانات أن الأطفال دون سن 14 عامًا يمثلون 13% من إجمالي وفيات المشاة الناتجة عن حوادث الطرقات.
* 56% من وفيات الأطفال تحدث في محيط المدارس، مما يبرز الحاجة الملحّة لتعزيز إجراءات السلامة المرورية في هذه المناطق.
التعليقات
علِّق