جنيّح "الصغير" يضيع سلام الشجعان ويزيد في حدة الاحتقان..
انتهى جدل السباق نحو لقب البطولة عقب ما خلفه من احتقان شعبي وجماهيري وصل منذ شهر ونيف تقريبا الى حدّ قسم البلاد بين مناصر للنجم ومشجّع للافريقي، ومع نهاية السباق بتتويج نادي باب الجديد خلنا أن تلك الأجواء المشحونة ابتعدت اثر انتفاء أسبابها وزوالها بمرور مواجهة جرجيس الحاسمة..
خرج انذاك رضا شرف الدين وتلاه حسين جنيّح وأخرون للادلاء بتصريحات نارية ومغلفة بقالب تقسيم جهوي مقيت..ومع ذلك فان العديد من العقلاء سعوا الى بحث التهدئة..ولكن أحدا لم يردع مسيّرين مثل الاسمين المذكورين اللذين لا يدركان فحوى ما ينفثانه من سموم كلامية بسبب مجرّد مقابلة " كرويّة " ..
انتهت البطولة، ورغم كل دروس الوعظ والارشاد لجرّ مسيري النجم الى التخلي عن اثارة مثل هذه النعرات الجهوية ومحاولة خلط السياسة بالرياضة الا أن شيئا لم يتغيّر على أرض الواقع..
هذه المعطيات أثبتها ما جرى عشية أمس لرئيس الهيئة المديرة للنادي الافريقي وهو سليم الرياحي الذي تحوّل الى سوسة كسياسي ورئيس لحزب الاتحاد الوطني الحر مرفوقا بوزراء وقياديي حزبه لزيارة مسرح الحادثة الارهابية بالقنطاوي..وتحوّل الرياحي هنالك بصفته سياسيا وابن تونس ساءه كما الملايين ما جدّ من غدر لجوهرة الساحل سوسة...
ومع كل ذلك يبدو أن كل النوايا الطيبة والتصرف التلقائي للرياحي الذي لم يرتد جبة الافريقي في تنقله، رغم كل ذلك فانها لم ترض حسين جنيح اذ بلغنا أنه هو من كان وراء تصرف أرعن في اتجاهين وأوله خلق تضييقات لموكب سليم الرياحي عند زيارته النزل..وثانيهما هو منعه للصحفيين من تغطية النشاط رغم كل المتاعب والمشاق التي تجشموها في يوم رمضاني قائض..
جرى كل ذلك من قبل "جنيح الصغير" رغم أن مالكة النزل رحّبت بالفكرة وبالحضور..لكن مسيّر النجم يثبت للمرة المليون "قصر نظره" في العلاقات العامة وأنه مازال "صغيرا" حقا عن مثل هذه المناصب والبروتوكولات باصراره اللامتناهي على التبكّي والتظلم وخلق نعرات جهوية في تصريحاته دون أدنى مبرر..والا ما كان لشخص في مثل وضعه أن يفوّت فرصة تاريخية مثل هذه لاذابة جليد خلافات الكرة بين الافريقي و"ليتوال"..لأن الأسماء والنتائج كلّها جميعها الى زوال..عدا مثل هذه المبادرات والمواقف التي يحفظها التاريخ، وعوض اقامة "سلام الشجعان"..فان جنيّح زاد في حدة الشرخ بغطرسة مجانية وتصرفات صبيانية...
شكري الشيحي
التعليقات
علِّق