جمع التبرعات العينية: خطة محفوفة بالمخاطر زمن الكورونا

جمع التبرعات العينية: خطة محفوفة بالمخاطر زمن الكورونا

تواصل الحكومة جهودها المتنوعة في حربها ضد انتشار جائحة كورونا المستجد. وقد قررت وزارة الشؤون الاجتماعية فتح الباب أمام التبرعات العينية من اغذية غير سريعة التعفن ومواد تنظيف وادوية وقررت الانطلاق في تجميعها في المؤسسات التربوية قبل توزيعها على مستحقيها من الفائات الاجتماعية الهشة.
وإن كنت هذه الخطوة في ظاهرها عمل محمود من حيث فسح المجال أمام المجتمع المدني لجمع هذا النوع من التبرعات لمعاضدة مجهودات الدولة في الحد من تداعيات حالة الاغلاق النسبي الذي فرضه الظرف الراهن وتأثيراته المؤكدة على الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود فإن هذه الطريقة الكلاسيكية التي الفناها في تونس قبل وبعد الثورة على وجه الخصوص قد تكون ليست في محلها بالنظر لخصوصية المرحلة حيث ان البلاد تواجه هذه المرة نوعا خاصا من الجوائح الصحية التي فرضت علينا الحد إلى أقصى حد ممكن من الاختلاط بين الناس لمحاصرة انتقال العدوى مما توجب معه كذلك الحد من العلاقات التبادلية في الأشياء والسلع وقد أقلقت لهذا السبب المصانع والمدارس والكليات وكل المرافق الحيوية فهل غابت هذه المسألة عن أصحاب المبادرة الذين لانشكك في نواياهم وهل غتب عنهم ايجاد حلول بديلة تقي المواطنين شر تبادل السلع بشكل مكثف ومن مصادر متنوعة وعديدة وغير معروفة؟
في تصور بسيط للمخاطر الناجمة عما اقرته السلطات يمكننا تشكيل رسم افتراضي لعملية التبرع العيني حيث وضعت وزارة التربية مئات المؤسسات التربوية على ذمة جمع هذه التبرعات التي نقدر بأنها ستتدفق بعشرات الأطنان من طرف عشرات الآلاف من التونسيين وإذا تقيدنا بواجب التوقي الصحي المفروض في هذه المرحلة بالذات فإن أماكن التجميع ستتطلب تعقيما مسبقا ولاحقا لهذه العملية وعلى غرارها الأشياء المتبرع بها عند تسلمها وعند عدها وتصنيفها وتقسيمها ثم توزيعها كما يستوجب الأمر أخذ أكبر درجات الحذر والتوقي من المواطنين المكلفين بهذه ه المهام .فأقل تهاون من هذه الناحية قد يؤدي لاقدر الله إلى خلق بؤر وبائية لايمكن إحصاء مخاطرها وتداعياتها. ومن دون التعمق في التفصيل والتوصيف لما قد ينتج عن هذا التمشي كنا نتمنى أن أصحاب المبادرة فكرو ا مثلا في فتح خط ثاني للتبرعات عن طريق حساب خاص وعن طريق الارساليات القصيرة يفتح لتبرع كل شرائح المجتمع واستصدار صكوك خاصة لها قوة الصرف لدى باعة المواد المراد جمعها وتمكبن المستفيدين المحتملين من هذه المبادرة عبر قنوات أخرى من هذه الصكوك لصرفها حصريا في الحصول على الغذاء واحتياجاتهم الأخرى في الظروف العادية التي تسير هليها البلاد بشكل عادي. وبهذا نقي البلاد والعباد من مخاطر نحن في غنى عنها وعن مخاطرها.
ناجح بن عافية

التعليقات

علِّق