جمعية صدربعل للثقافة والفنون محمد العموري: نحو إحداث متحف للفنون بنزل صدربعل بالحمامات

جمعية صدربعل للثقافة والفنون محمد العموري:  نحو إحداث متحف للفنون بنزل صدربعل بالحمامات

في البدء كان حلما.. ثم صار مشروعا تستعد جمعية صدربعل للثقافة والفنون محمد العموري تكريسه على أرض الواقع بنزل صدربعل بالحمامات... مشروع انجاز متحف للفنون يجمع بين السياحة والثقافة بعنوان وحيد..الإبداع. فالنزل يملك مخزونا هاما ومتميزا وفريدا من نوعه من الانتاجات الفنية في شتى انواع الفنون وخاصة الرسم بمختلف تفرعاته. عقدت جمعية صدربعل للثقافة والفنون محمد العموري، التي يعود لهذا الاخير شرف بعثها'، ندوة صحفية الأحد لتقديم هذا المشروع الضخم الذي يرتكز على الثراء الفني للنزل الذي يحتوي على عدد كبير جدا من الأعمال والانتاجات الفنية لفنانين من شتى المشارب والمدارس من تونس والجزائر والمغرب والعراق.

كان السيد محمد العموري شغوفا بالفن جمع مئات المنحوتات بعطش فني لا ينضب حيث كان الرجل مهوسا بحب الفنون جميعا لا يتردد في اقتناء أغلى اللوحات الفنية مهما ارتفع ثمنها..وكان يوشح بها جدران نزل صدربعل حتى انك تحس وانت تدخل بوابته انك في متحف يحكي قصصا وتاريخا حافلا وتجارب شخصية لفنانين تعبق حيطان النزل الراقي برائحة ريشاتهم مغمسة في الوان تتعايش في تناغم رهيب. لغة الارسم كما لغة الإشارة لها أهلها يتخاطبون بها فيما بينهم في عالم خاص بهم قد لا تنفذ اليه العين المجردة ولكن وحدها ريشة الفنان تفهم عمقها وتروي قصة كل لوحة فنية على حدة. والعودة إلى مشروع أحداث متحف الفنون بنزل صدربعل بالحمامات، يقول السيد رضا العموري بعشق يطفح من لمعان عينيه، وهو يكابد غراما فنيا غير خفي، بأن الحلم الذي صار مشروع ينبع من غرام عايلة العموري الذي بدا مع السيد محمد العموري والذي يهدف إلى الحفاظ على هذا المخزون الفني الكبير واثرائه بعد تجربة اصدار كتب توثق لفن الرسم خاصة والمنحوتات عامة. ويوضح السيد رضا بأن حب الفنون لا يتوقف عند الرسم بل ان فكرة تشجيع فن الاوركسترا ايضا ديدن صاحب المشروع من ذلك تنظيم حفلات دورية لاوركستر قرطاج السمفوني الذي أقام ليلة السبت الماضي حفلا جمع محبي الموسيقى الأصيلة بقيادة الاستاذ حافظ مقني. كانت ساعتان من العزف اخذت الجمهور المتعطش للموسيقى التي تدغدغ مشاعره الى سفرة إلى عالم من الامتاع السحري.

ولا يقتصر نشاط جمعية صدربعل للثقافة والفنون محمد العموري على تنظيم مثل هذه السهرات الفنية الرائقة، بل ان نزل صدربعل يفتح أبوابه، وهو المعروف بسياحة الرفاهة، أمام كافة الفنانين من مختلف المدارس الفنية حيث يوفر لهم المناخ المناسب ليبدعوا وينجزوا مشاريعهم قبل عرض منتوجاتهم المميزة. وتهدف الجمعية إلى الدخول إلى المعاهد الثانوية في الجهات الداخلية لتشجيع الشباب على صقل مواهبهم الفنية والأخذ بأيديهم لتحقيق أحلامهم في مجال الثقافة والفنون في إطار الجمع بين السياحة والثقافة والفنون باعتبار ترابطها وشموليتها. ووفق ما اكده السيد رضا العموري فإن الثقافة تظل في قلب السياحة ولعلها هي منطلقها وركيزتها الاساسية، ولذلك تسعى الجمعية إلى الاخذ بناصية المبدعين من شتى المجالات شعارها في ذلك الحفاظ على الإرث الفني والثقافي لتونس التي تزخر بموروث حضاري فني حري بالدولة ان تعاضد جهود كل نفَسٍ يعمل على صونه وحماية الهوية التونسية لفائدة الأجيال القادمة.

صباح توجاني

التعليقات

علِّق