جدل في تونس بعد زيارة " رجل الأزمات " ...

تعيش تونس على وقع أزمة إقتصادية خانقة وغير مسبوقة لم تشهدها لبلاد منذ الإستقلال ، إلى درجة أن العديد من المحلّلين شبّهوا الأحداث في تونس وتبعاته بالسيناريو اللبناني .
وفي حين يواصل الرئيس ، قيس سعيد سياسة " الهروب إل الأمام "عبر فرض الزيادات في الضرائب والمواد الإستهلاكية ، لا يبدو أن هناك حلولا واضحة تلوح في الأفق لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي نهشت حياة الشعب وفاقمها وباء فيروس كورونا.
وفي خظمّ الأزمة الإقتصادية والسياسية الخانقة ، كشفت مصادر صحفية أن رئيس "نادي باريس" إيمانويل مولان يؤدي منذ أمس الثلاثاء زيارة إلى تونس، بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وجاء تكليف ماكرون لمولان بزيارة تونس باعتبار أن الأخير مدير عام للخزانة، حيث عبر في السابق عن دعم فرنسا للإصلاحات التي يجب على تونس القيام بها للحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.
هذه الزيارة غير المعلنة أثارت جدلا في الشارع التونسي ، وأمام غض وزارة المالية الطرف عن الزيارة وعدم الإعلان عنها في الساعات الأولى من شأنه فتح باب التساؤلات خاصة وأن رئيسة الحكومة قد عقدت يوم الثلاثاء اجتماعا له صلة بزيارة مولان ولقائه الاثنين ببوغديري نمصية والعباسي.
فالرجل الذي يسمّى " مهندس حلّ الأزمات " في إفريقيا تُحيط به عديد الأقاويل والإنتقادات من عديد الدول التي مرّ بها في السنوات الأخيرة .
وأمام تلك الإنتقادات ، خرجت وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية لتوضيح الرؤى ، وقالت في تصريح للقناة الوطنية الأولى إن ايمانويل مولان زار تونس بصفته رئيسا للخزينة الفرنسية، نافية ما روجته بعض المواقع الإخبارية و مواقع التواصل الإجتماعي بخصوص زيارته كرئيس لنادي باريس.
وأوضحت نصمية أن زيارة المسؤول الفرنسي، التي قالت إنها كانت مبرمجة مسبقا، تأتي في اطار المساعدة الفنية لوزارة المالية قصد مرافقتها في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي مشيرة الى انه تم اقتراح إحداث وكالة للخزينة و أخرى تتعلق بالمؤسسات العمومية.
يذكر أن نادي باريس هوّ مجموعة غير رسمية، يضمّ في عضويته 22 دولة، تلجأ إليها الدول المدينة في حال عجزها أو مواجهتها مشاكل تتعلّق بسداد ديونها. ويتمّ جدولة ديونها أو شطب جزء منها بناء على توصية من صندوق النقد الدولي مع ضرورة التقيّد بشروط عادة ما تكون مجحفة والقيام بإصلاحات موجعة.
وكانت الأرجنتين أوّل دولت لجأت إلى ''نادي باريس'' في 1956. ومرّت بالنادي عدّة دول من بينها روسيا ومصر والأردن والمغرب والسودان.
شكري الشيحي
التعليقات
علِّق