ثامن إستقالة في رئاسة الجمهورية : خلافات جوهرية أو بسبب " الدكتاتورية " ؟

ثامن إستقالة في رئاسة الجمهورية : خلافات جوهرية أو بسبب " الدكتاتورية " ؟

تواصلت سلسلة الإستقالات برئاسة الجمهورية ، حيث  أعلنت  نادية عكاشة، مديرة ديوان الرئيس التّونسي قيس سعيّد، مساء أمس الإثنين 24 جانفي 2022 استقالتها من منصبها بسبب وجود "اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بالمصلحة العليا للوطن".

وقالت عكاشة، في تدوينة على حسابها الرسمي في "فيسبوك": "قرّرت اليوم تقديم استقالتي للسيد رئيس الجمهورية من منصب مديرة الديوان الرئاسي بعد سنتين من العمل".

وأضافت: "لقد كان لي شرف العمل من أجل المصلحة العليا للوطن من موقعي بما توفّر لدي من جهدٍ إلى جانب السيد رئيس الجمهورية، لكنني اليوم، وأمام وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلّقة بهذه المصلحة الفضلى، أرى من واجبي الانسحاب من منصبي كمديرة للديوان الرئاسي متمنية التوفيق للجميع وداعية الله أن يحمي هذا الوطن من كل سوء".

ومثّلت نادية عكاشة طيلة سنتين من وجودها في قصر قرطاج بمثابة " اليد الغليظة " للرئيس قيس سعيّد ، حيث اتهمها المعارضون بإزاحة  كل من يمكن أن يمثل رأيًا آخر في القصر الرئاسي ، فيما يرى المساندون بأنها قامت بعملها على افضل وجه وأنها كانت تعرض لحملة شيطنة وتشويه من قبل معارضي الرئيس .

وتعتبر استقالة عكاشة ثامن استقالة من ديوان رئيس الجمهورية ، إذ سبق أن قدم  الجنرال محمد صالح الحامدي إستقالته من خطة مستشار للأمن القومي برئاسة الجمهورية .

وقد شغل خطّة رئيس أركان القوات البرية، ورئيس القوات البرية التونسية منذ 9 جويلية 2013، خلفا للجنرال رشيد عمار ولكنّه استقال بعد سنة من ذلك. وقدّ تمّ تعيّينه في ذلك المنصب من قبل الرئيس السابق منصف المرزوقي الذي كان يخشى حدوث انقلاب في تونس  على غرار ما حدث في مصر. خلال حملة 2019، أظهر الحامدي شكوكًا كبيرة تجاه جميع المرشحين، لكنّ الأمر انتهى به إلى الاصطفاف خلف قيس سعيد قبل أن يستقيل في ذروة أزمة كورونا .

اثر ذلك أضيفت استقالة إسماعيل البديوي، لسلسلة من الاستقالات التي هزت ديوان رئيس الجمهورية قيس سعيّد منذ تولّيه السلطة، لتثير أكثر من سؤال حول كواليس ما يحدث داخل القصر.

وصدر بالرائد الرسمي بتاريخ الجمعة 2 أفريل 2020 أمر رئاسي يتعلق بقبول استقالة المُلحق برئاسة الجمهورية إسماعيل البديوي من منصبه دون أن يتم الكشف عن الأسباب .

وإلى جانب البديوي ، قدم طارق بالطيب السفير مدير الديوان الرئاسي السابق،، وعبدالرؤوف بالطبيب المستشار الأول للشؤون السياسية ، ورشيدة النيفر مستشارة الإتصال، وهالة الحبيب الملحقة الاعلامية بالديوان، وريم قاسم الملحقة بالديوان المكلفة بالمتابعة الإعلامية.

ريم قاسم

وفيما يمتنع الأشخاص المستقيلون عادةً عن الإدلاء بتصريحات عن أسباب ابتعادهم، ويكتفون بالقول إنها "راجعة لأمور شخصية"، فإن عدداً من السياسيين التونسيين يؤكدون أن جزءاً منها راجع لما اعتبروه " دكتاتورية " الرئيس وانفراده بالرأي وعدم قبوله الرأي المخالف . فيما يرى البعض الآخر أنها تعود لنقص خبرة سعيّد في التعامل مع المحيطين به، خصوصاً في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية التي تربطه بالمشهد المحلي.

شكري الشيحي

التعليقات

علِّق