تونس : أزمة كورونا تكشف النقاب عن حقيقة العلاقة مع عديد الدول !
![تونس : أزمة كورونا تكشف النقاب عن حقيقة العلاقة مع عديد الدول !](/sites/default/files/field/image/corona-tunisie-2020.jpg)
كشفت الأزمة الوبائية الخطيرة التي تمر بها البلاد النقاب عن حقيقة العلاقات الديبلوماسية بين تونس وعديد الدول وخاصة تلك التي كانت البلاغات الصحفية تصفها ب " الصديقة " أو " الشقيقة " .
وفي ظلّ انهيار المنظومة الصحية وارتفاع عدد الإصابات والوفيات بشكل غير مسبوق ومهول ، سارعت عديد الدول الى تقديم يد العون للحكومة التونسية ، فيما خيّرت دول أخرى تعميق معاناة الشعب التونسي عبر اتخاذ اجراءات حدودية وسيادية لعزل تونس وتركها رفقة شعبها تواجه مصيرها بمفردها .
في هذه الورقة سنستعرض أبرز الدول التي وقفت مع تونس في محنتها ، ودول أخرى اختارت طريق الجحود .
الجزائر : رئتي تونس
" خاوة خاوة " مقولة تؤكد مرة أخرى صدقها عندما ينطق بها الشعبين التونسي والجزائري ، ومنذ انتشار الوباء في تونس كانت الجزائر بمثابة الرئتين التي تتنفس بها تونس من خلال تلقيها عديد المساعدات الطبية والمالية .
وقد سارع وزير الصحة الجزائري، عبد الرحمن بن بوزيد، الى التأكيد يوم أمس الجمعة 9 جويلية 2021 استعداد الجزائر لتقديم يد العون إلى الشعب التونسي في مواجهة فيروس كورونا.
وقال بن بوزيد خلال تصريحات صحفية "لا فرق بين الجزائر وتونس سوى الحدود التي وضعتها فرنسا، اتصلت بزميلي من تونس بتكليف من رئيس الجمهورية، ومستعدون لمساعدة هذا البلد الشقيق .. كما أنني مستعد للتنقل شخصيا إلى تونس".
قطر لا تملّ من مساعدة تونس
منذ سنوات تعتبر قطر من أبرز الدول الداعمة لتونس اقتصاديا وماليا وأمنيا واستثماريا .
وفي هذه الأزمة سارعت قطر الى ارسال مساعدات عاجلة حيث حطّت أمس 9 جويلية 2021 بتونس، طائرتان عسكريتان قطريتان تحملان مساعدات طبية أرسلتها حكومة دولة قطر الى الحكومة التونسية مكونة من مستشفى ميداني بسعة 200 سرير مجهز بجميع المستلزمات الطبية، بالإضافة إلى 100 جهاز تنفس صناعي.
وتأتي هذه المساعدات الطبية لمواجهة تفشي وباء "كوفيد-19" وكذلك توطيدا للروابط الوثيقة وعلاقات التعاون التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وللتذكير فإن هذا المستشفى الميداني هو الثاني من نوعه الذي ترسله دولة قطر إلى تونس حيث سبق أن أرسلت مستشفى موجها لولاية قبلي في ماي من السنة الماضية في إطار مجموعة من المساعدات الطبية التي قدمتها خلال فترة الجائحة للشعب التونسي وعدد من الدول الأخرى الأوروبية والعربية والإفريقية.
تركيا في " النجدة "
بمجرد اطلاق تونس صيحة فزع حول وضعها الصحي ، سارعت تركيا الى مد يد العون . حيث أكّد سفير تركيا في تصريحات صحفية عزم تركيا مواصلة دعم تونس في مواجهتها لتداعيات كوفيد -19 ، معلنا في هذا الصدد استعداد تركيا لتمكين تونس من مساعدات وتجهيزات طبية ستصل في الأيام القليلة القادمة .
" الفراعنة " في الخدمة
أعلنت وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، أن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وجه بمساندة دولة تونس طبيا، بعد إعلانها عجز القطاع الطبي بها في مواجهة وباء كورونا.
وفي تصريحات متلفزة أوضحت الوزيرة، مساء الجمعة، أن شاحنتين بمستلزمات يصل حجمها إلى 31 طنا من الأدوية والمعدات الطبية تم إرسالها إلى تونس تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي.
محافظة لياج البلجيكية تمنح تونس مساعدات طبية
اعربت سفارة تونس ببلجيكا، ، عن شكرها الكبير لإيرفي جمار، حاكم ولاية لييج، لاستجابته السريعة لنداء التضامن الموجه إليه، بعد أن أعلن تقديم مساعدة في المعدات الطبية الخاصة بالحماية والوقاية، لفائدة العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى في تونس، كجزء من مكافحة وباء كورونا.
دول تختار الجحود أو " الهروب "
على الجانب الآخر كانت ليبيا من أكثر الدول التي اعطت " بظهرها " لتونس في أزمتها الوبائية ، رغم أن تونس فتحت حدودها وبيوتها للشعب الليبي خلال ثورته وعقب الإطاحة بنظام القذافي .
فالحكومة الليبية سارعت الى غلق حدودها مع تونس بشكل كلي وتركت الآلاف عالقين في معابر الذهيبة وراس جدير .
أما من حيث المساعدات فلم ترسل الحكومة الليبية ولو شاحنة واحدة لدعم تونس في أزمتها ، وهو نفس الحال مع إيطاليا التي وقفت معها تونس سابقا وتحديدا في الأسابيع الأولى من انتشار الوباء في ايطاليا .
أما فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية فقد اكتفيتا ببعض الوعود الغير ملموسة وبقيت كل تصريحات مسؤوليها مجرد ذر للرماد على العيون وخاصة في ملف التلاقيح .
كما اختارت دولة الإمارات الصمت ولم تصدر اية مواقف من قياداتها تجاه تونس وشعبها .
عموما ورغم فشل الديبلوماسية التونسية في إدارة الازمة ، إلا أن الشعب التونسي سيقاوم الوباء وستنتصر تونس في الختام ولن يتذكر الشعب التونسي سوى المواقف النبيلة .
التعليقات
علِّق