توغاي ومرياح : كلّ " كوارث " الترجّي تمرّ من هنا ؟؟؟

توغاي ومرياح : كلّ " كوارث " الترجّي تمرّ من هنا ؟؟؟

فتحت هزيمة الترجي هذا المساء ضدّ الهلال السوداني باب الاستنتاجات والتأويلات على مصراعيه خاصة أن بعض المحلّلين العارفين بخفايا كرة القدم كانوا قد نبّهوا إلى مواطن الخلل في فريق الترجّي منذ مدّة لكن يبدو أن طارق ثابت " لا يسمع ولا يرى ولا يتكلّم".

اليوم وقد تكررت نفس الأخطاء نرى من واجبنا أن نلفت الانتباه إليها قبل فوات الأوان لأننا ندرك  أن الترجّي قد لا يذهب بعيدا إذا ما أصرّ  طارق ثابت على اتباع نفس الأسلوب في اللعب وإذا أصرّ خاصة على  التغاضي عن بعض الحقائق الساطعة ومنها على سبيل المثال:

- لقد لاح بالمكشوف وبالعين المجرّدة أن دفاع الترجّي الذي كان يتميّز على مرّ العقود بالصلابة والتجانس أصبح اليوم نقطة ضعف الفريق ... ولا يحتاج أي واحد منّا أن يكون عبقريّا حتى يرى ويدرك ذلك بالعين المجرّدة. فاللاعب ياسين مرياح على سبيل المثال أصبح ثقيل الحركة ... بطيئا جدّا إلى درجة أنه يجد معاناة كبرى كلّما تجاوزه مهاجم ما ... وقد رأينا ذلك سواء مع الترجّي أو مع المنتخب. وإذا كان طارق ثابت مصرّا على التعويل عليه من الخطأ الفادح أن يكون مرياح آخر مدافع ( ليبيرو ) ويجب على طارق ثابت أن يستعمله في خطّة المدافع  المتقدّم ( بيفو ) فيستفيد من خبرته ومن قدرته على قطع هجمات المنافس على أن يكون خلفه مدافع حيويّ يصلح مل يرتكبه من أخطاء... وهنا يأتي المشكل الثاني.

- قد يفهم من كلامي أن المدافع المحوري الذي أقصد أن يكون " في ظهر " مرياح هو أمين توغاي وهذا خطأ. فهذا اللاعب أبدى ثقلا وتثاقلا أكثر عشر مرّات من مرياح وارتكب ما شاء الله من أخطاء خلال اللقاءات الأخيرة للترجي. وبالتالي فهو لا يصلح أيضا أن يكون آخر مدافع. وعلى هذا الأساس إن على الترجي أن " تخلق " المدافع المنشود سواء من شبانها أو من خلال انتداب مدافع شاب وصلب يعطي لخط الدفاع الأمان المفقود في الوقت الحالي.

- خلال الصائفة الماضية كان اللاعب وائل الدربالي تقريبا أفضل لاعب تونسي شاب وقد استبشر جمهور الترجّي بانتدابه ... وكان عنصرا أساسيا مع  معين الشعباني وبدأ يتأقلم بسرعة ويجد لنفسه مكانا قارّا في وسط الميدان. لكن مع قدوم طارق ثابت أصبح يلازم مقعد الاحتياطيين ولا يشارك إلا نادرا ... وقد لاحظنا أن طارق ثابت أقحمه في ثلاث لقاءات متتالية في الدقيقة 88 بالذات ؟؟؟؟ ولا أحد استطاع أن يفهم ما معنى الدقيقة 88 ؟.

- الدربالي كان واحدا من عناصر الترجي التي حاولت تدارك هدفي الهلال المبكّرين من خلال اندفاعه إلى الأمام دائما ومن خلال بحثه عن الحلول. لكن مرة أخرى يفاجئ  طارق ثابت الجميع ويعوّضه مع بداية الشوط الثاني.

- اللاعب النيجري الشاب " أوقبولو " كان بصراحة يلعب دور شرطي المرور في وسط ميدان الترجي خاصة في لقاء اليوم مع الهلال السوداني. والمتأمّل في طريقة لعبه يدرك للوهلة الأولى أن اللاعب زكرياء العايب أو اللاعب غيث الوهّابي أفضل منه بكثير. وإذا كان هذا اللاعب ( أو حتى غيره ) في نفس مستوى اللاعبين الموجودين أو أقل مستوى منهم فلماذا التعب  وخسارة مئات الملايين أصلا؟؟؟.

- الهدف الثالث للهلال السوداني كشف حقيقة مفزعة في  دفاع الترجّي وهي أن اللاعبين الخمسة ومعهم لاعبو الوسط قد " فسخوا " تماما من خريطة الملعب بعملّية فنيّة من أربع لمسات قام بها الهلال السوداني ليسجّل هدفا ما كان له أن يسجّل لو كان دفاع الترجي بالقوة والفطنة التي نعرف.

- طارق ذياب قال هذا المساء  بين شوطي اللقاء إن لقاء الترجي والنجم الساحلي منذ أيام كان " إشارة  سلبية " على أن دفاع الترجي أصبح يمثّل مشكل الفريق وقال إن النجم أضاع في ذلك اللقاء هدفين أو ثلاثة أهداف على الأقل ... وإن نفس الأخطاء تتكرّر ... وإنه لولا الحارس ممّيش لكانت النتيجة أربعة أهداف لصفر في الشوط الأول على الأقل.

- كل ما قاله طارق ذياب نبّه إليه محلّلون ومدرّبون آخرون قبله لكن يبدو أن طارق ثابت لا يكترث لما يقال أو ربّما يظنّ أن من يشيرون إلى نقاط الضعف لا يحبّون الخير للترجي ...أو ربّما ينسى أن الترجّي يمثّل تونس  كلّها في هذه المسابقة الإفريقية.

وباختصار شديد يجب على طارق ثابت أن يستمع إلى النقد مهما كان مـأتاه لأننا جميعا نريد للترجي أن يذهب بعيدا في هذه المسابقة صحبة ممثلنا الآخر النجم الساحلي.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق