" تشخط " وتعطي النصائح والأوامر : هل أصبحت مريم بالقاضي " مفتية الديار التونسية " في الصحافة الوطنية ؟

" تشخط " وتعطي النصائح والأوامر : هل أصبحت  مريم بالقاضي " مفتية الديار التونسية " في الصحافة  الوطنية  ؟


من عجائب هذا الدهر أن ينسى البعض أصله وفصله وأن يصدّق أنه " أصبح  كذا  أو كذا " في ميدان ما . وفي عالمنا العجيب أي عالم الصحافة  سقطت علينا فجأة من السماء مخلوقات غريبة ( وأقصد غريبة عن الميدان حتى لا يفهم كلامي من زاوية أخرى ) فاختلط  الهاوي بالمحترف ... والمتشعبط بمن يأكل الخبز النظيف من عالم الصحافة ... وصرنا خاصة منذ 14 جانفي 2011 لا نكاد نفرز بين أبناء المهنة الحقيقيين وبين هؤلاء الذين جاؤونا من السماء .
ولعلّ الأغرب والأتعس في الحكاية أن الدخلاء لا يكتفون عادة باحتلال أماكن  أصحاب المهنة الحقيقيين بل تراهم ينتصبون  للوعظ والإرشاد وإعطاء الدروس في كل شيء بالرغم من ان جلّهم لا يفهم في الصحافة أي شيء . وقد جاءتنا " السيدة مريم " البارحة لتعطينا درسا لن ننساه مدى الحياة  بل يجب علينا جميعا أن نشكرها عليه وأن نترحّم على والديها  من هنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . فقد قالت لنا وهي " تشخط " ( مثلما يقول عادل إمام ) وبلهجة  النهي والأمر: لا تأخذوا المعلومات والأخبار إلا من المصادر الرسمية الصحيحة ( وهي تقصد في هذه الحالة وزارة الداخلية بالتحديد ) ... فهذه هي أصول الحرفية والعمل الصحفي الصحيح ...؟؟؟؟.
وطبعا لن أجيب لأن في ذلك مضيعة للوقت . فقط أريد أن أسأل : أين تعلّمت مريم بالقاضي أصول الحرفيّة والعمل الصحفي الصحيح ؟. بعد ذلك لابدّ من أن أزفّ البشرى لكافة الزملاء الصحافيين ( خاصة بعد مؤتمر نقابتنا الرابع ) وهي أنه  قد يكون تمّ تعيين مريم بالقاضي في خطّة  " مفتية الديار التونسية في الصحافة الوطنية " . وإذ أهنئ الجميع بهذه البادرة  العظيمة أتمنّى ألّا تبخل  " المفتية " على تلاميذها  بعلمها ومعارفها  طالما أبقاها الله لنا ذخرا ولهذا الوطن .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق