تدعو إلى " التحرّر " وإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج : إلى أين تريد فاتن الفازع وأمثالها أن يحملونا ؟

 تدعو إلى " التحرّر " وإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج : إلى أين تريد فاتن الفازع وأمثالها أن يحملونا ؟

خلال استضافتها في إذاعة " ديوان - أف - أم " تحدّثت فاتن الفازع على طريقتها العادية التي يرى كثيرون أنها  "  تغريد خارج السرب " أو من نوع " خالف تعرف".

فاتن الفازع نجحت حسب رأيي في أن تثير الجدل حولها من خلال ما تكتب وما تقول . وأعتقد أن الأمر ليس من باب الصدفة بل هو نتيجة استراتيجية مدروسة لتوصل " أفكارها " إلى أكبر عدد من الناس في تونس وخارج تونس أيضا .  ولعلّ هذا ما نستنتجه من خلال قولها : " أنا كتيبتي  موش عائلية ...  أنا خدمت على روحي  وننتج كتاب كل عام ... أنا راني نخدم في تصوّر اجتماعي ... برشة ناس تصالحو مع رواحهم بفضلي أنا ..".

وعندما سئلت هل إنها تشرّع للعلاقة الجنسية خارج إطار الزواج  وتدعو لها أي تدعو إلى " التحرّر " المطلق قالت :  أنا لا أشجّع  ...بل أطالب بتحمل مسؤولية الصغار  الذين يولدون  خارج إطار الزواج ... أطالب بأن يقبل بعضنا البعض الآخر ... أنا  لست إنسانة  محافظة ...ويوجد مثلي  آلاف  في مجتمعنا ... لا يقلقني أن يقيم إنسان علاقة خارج إطار الزواج  ...الحكاية موجودة  في تونس ولا يجب أن نكذب على أنفسنا ...".

قالت لها المذيعة إن ما تقوله يستفزّ المجتمع الذي  ما زال أغلبه يعمل بمنطق الحلال والحرام فقالت : " كان باش نتبّعو الحرام والحلال ...  أنا مانيش  قادرة على فعل حاجات حلال ..أنا نعمل حاجات حرام ...  أنا متمرّدة على المجتمع ... يجب على المجتمع أن يتلاءم معنا وليس العكس ... يجب علينا أن نغيّر للأفضل ... وبهذه العقلية سوف نتقدم ...".

وعندما سألتها المذيعة أو المنشطة هل تقبل أن تقيم ابنتها علاقة جنسية خارج إطار الزواج قالت دون تردد : " أقبل طبعا أن تكون ابنتي في علاقة خارج إطار الزواج ... هي تعيش في ألمانا ..فهل تتصورون أنها ستبقى عذراء  حتى موعد  الزواج ؟؟؟... إن حياتها ملكها ...والعلاقة الجنسية حسب رأيي لم تخلق لتكوين العائلة ... الحب العذري لم يعد موجودا ...وعيادات الأطباء مملوءة وتشهد الآلاف من عمليات إعادة غشاء البكارة ... أنا لا أعتبر مخطئا من يعيش  في تلاؤم مع جسده .. وفي الحقيقة فإن " الناس الكل يعملوا  فيهم الكل ... ويكذبوا   على رواحهم ...:".

كان هذا جزء من كلام هذه المرأة في إذاعة  " ديوان ". وأعتقد أنه لا بدّ من إبداء بعض الملاحظات :

- إن فاتن الفازع ( ويوجد مثلها كثير ) تعمل منذ مدّة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال " تهافت " البعض على استضافتها في وسائل الإعلام على نشر " ثقافة " معيّنة في المجتمع أرى أنها جزء من ثقافة أولاد مفيدة أو " فندو " أو بقية البرامج التي زرعها سامي الفهري و " جماعته " في هذا المجتمع لله وفي سبيل الله . وهي حسب رأيي تحظي بدعم " سخيّ وخفيّ " من قبل أطراف تعمل على ترسيخ هذه الثقافة منذ أكثر من عقدين من الزمن في بلادنا أو ربما أكثر.

- إن فاتن الفازع ( ومثلها كثير ) قد تكون مؤمنة بالفعل بكل ما تقول وخاصة بمسألة التحرّر من ضوابط المجتمع والدين والأخلاق والعادات ... إلى غير ذلك . هذا طبعا شأنها وهي حريّة في كل ما يتعلّق بها في شخصها وفي أفراد عائلتها ... لكن هل من حقّها أن تجاهر بما يمكن أم يستفزّ مشاعر الآخرين أو معتقداتهم أو حتى أفكارهم ؟. بمعنى آخر إن فاتن الفازع حرّة في جسدها تفعل به ما تشاء ...تحرقه  أو تحنّطه على طريقة الفراعنة إن أرادت لكن هل من حقّها أن تطالب ( رغم نفيها ) بالتحرّر من " قيود العادات القديمة البالية " وأن تدعو لذلك بصفة صريحة لا لبس فيها  بدعوى أن التخلّص من كل ما هو " أخلاقي " سيجعلنا نتقدّم ونطوّر ؟؟؟.

- هل التقدّم والتطوّر العلمي والتكنولوجي مرتبط ( حسب السيدة فاتن ) مرتبطان بالتحرر الجنسي وإقامة العلاقات " العشوائية " بدعوى أن  " الجسد جسدي  وأنا حرّة فيه " ؟؟؟.

- هل أصبح بقاء الفتاة عذراء إلى حدود الزواج عنوان تخلّف عند السيدة فاتن الفازع ومن يحمل " فكرها " ؟.

- هل إن وجود مئات أو ربما  آلاف من عمليات إعادة غشاء البكارة لدى الأطباء دليل على " ضرورة التحرّر " من كافة القيود وترك " الماء على البطّيخ "  والتمرّد على نواميس المجتمع وضوابطه ؟؟.

- مرة أخرى أقول إن فاتن الفازع حرّة في ما يخصّها ومن حقّها أن تتمرّد على ما تريد بما أنها قالت بكل وضوح إنها عاجزة عن فعل أي شيء " حلال " وإن ما يستهويها وما تقدر على فعله في هذه الدنيا ليس سوى الحرام لكن في المقابل هي ليست حرّة في الدعوة إلى أن نجعل منها " قدوة " ومثالا سيّئا بمثل هذه الصفة .

* ملاحظة أخيرة : أنا لست واعظا أو مرشدا أو مصلحا اجتماعيا أعطي " الدروس " لغيري . لكنّي في المقابل إنسان تونسي استفزّني ما قالت هذه المرأة وما تروّج له بمساعدة ومباركة من " الغير " حتى من البعض ممن يتظاهرون بأنهم " مستغربون " مما تقول وهم في الواقع يساعدونها  على نشر " ثقافتها " الشاذة سواء كان ذلك عن  وعي أو عن غير وعي.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق