تحوّلت الى محور إقليمي مهم؟ تونس في وضع ديبلوماسي خاص كما لم تكن يوما ...

تحوّلت الى محور إقليمي مهم؟ تونس في وضع ديبلوماسي خاص كما لم تكن يوما ...

بقلم:ريم بالخذيري

بات واضحا أن  صراع المصالح على أشدّه  على تونس بين فرنسا وإيطاليا من جهة(محوره ملف الهجرة غير شرعية ) وبين ايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية  بخصوص قرض صندوق النقد الدولي وهذا ما يجعل تونس في وضع ديبلوماسي خاص كما لم تكن يوما فقد تحوّلت الى محور إقليمي مهم في البحر الأبيض المتوسط كما تنظر اليها إيطاليا معتبرة أن حلّ قضية الهجرة الغير شرعية لا يمكن أن يتمّ بمعزل عن حل مرضي ومجز لتونس وذلك بضخ تمويلات مباشرة لها لمساعدتها على التخفيف من الأثار المدمرة للمهاجرين الغير شرعيين عكس فرنسا التي ترى أنّ حل هذه القضية أمني بالأساس .وفي هذا الاطار أعلنت رئيسة الحكومة الإيطالية خلال زيارتها لتونس عن تخصيص 700مليون أورو (حوالي 2500مليون دينار تونسي) ستخصص للقطاعات الحيوية اليومية كالصحة و الخدمات مؤكّدة على أنّ ذلك يتم وفق الاحترام الكامل للسيدة الوطنية .

كما صرّح اليوم الأربعاء وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي نائب رئيسة الوزراء  أنطونيو تاياني أن في تونس “يجب أن نسير على طريق التمويل يدا بيد مع الإصلاحات”.

وأضاف “أننا ملتزمون بقوة مع تونس حتى يتسنى لهذا البلد الحصول على الدعم اللازم والحيلولة دون أن يتعرض لانهيار مالي”.

مضيفا  أنه سيكون في واشنطن الأسبوع المقبل حيث سيلتقي رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا مشددا على أنه سيصرّ  على الاقتراح الإيطالي، الذي ينطوي على أن "نبدأ بتمويل تونس ثم نرى كيف تسير الإصلاحات المطلوبة، ولنواصل التمويل من ثم”.

أمّا ما يؤكّد نجاح الديبلوماسية في التخلّص من الجبّة القديمة التي فصّلت على المقاس الفرنسي هو التوافق التونسي الايطالي الكامل بخصوص رفض الشروط المجحفة لصندوق النقد الدولي و التي من أهمها رفع الدعم عن المواد الغذائية و المحروقات و التفويت في عدد من المؤسسات العمومية

وقد عبّر عن ذلك رئيس الدبلوماسية الإيطالية  حينما قال مخاطبا المسؤولين في صندوق النقد الدولي: إما أن تنفذوا الإصلاحات أو أنكم لن تحصلوا على التمويل، فهذا الأمر يبدو لي وكأنه أمر تذرع لا يمكن أن يقبله التونسيون: يجب أن نسير جنبًا إلى جنب على طريق التمويل والإصلاحات”.

في المحصّلة يبدو من مجريات الأحداث خلال الفترة الأخيرة أن الديبلوماسية التونسية تنتهج سياسة جديدة قوامها التعامل الافقي مع الدول الكبرى بدل التعامل العمودي الذي أرهق البلد لعقود .

كما بات واضحا أن هذه الديبلوماسية تخلّصت ممّا كان يعرف بالحياد الإيجابي في مجمل القضايا الدولية الى ما يمكن تسميته بالديبلوماسية البراغماتية .

التعليقات

علِّق