تحليل قانوني في إثارة هلال الشابة

تحليل قانوني في إثارة هلال الشابة

 

خلفت الإثارة التي تقدم بها فريق هلال الشابة ضد رئيس النادي الإفريقي السيد يوسف العلمي ردود فعل عديدة. لكن تجدر الإشارة إلى كونها كانت مستندة إلى الفصلين 31 و 45 من المجلة التأديبية للجامعة التونسية لكرة القدم و ذلك حسب ما صرح به محامي هلال الشابة لأحدى الإذاعات الخاصة .

ولابد من التذكير في هذا السياق إلى أنه سبق تدوين إسم السيد يوسف العلمي على ورقة مقابلة مستقبل سليمان و النادي الإفريقي من طرف الحكم أمير لوصيف و ذلك يوم 11 مارس 2022.. و قد تخلى مكتب الرابطة المحترفة الأولى عن ملف رئيس جمعية النادي الإفريقي لفائدة اللجنة الوطنية للتأديب و الروح الرياضية بالجامعة التونسية لكرة القدم و ذلك تطبيقا لمقتضيات الفصول 69 من القانون الأساسي للجامعة التونسية لكرة القدم و الفصول 42 جدول " ث " فقرة أخيرة من المجلة التأديبية وهي اللجنة المختصة دون سواها في النظر في العقوبات ضد رؤساء الأندية و التي دعمها تنقيح الفصل 41 من القانون الأساسي للجامعة و الذي إستثنى القرارات ذات الصبغة التأديبية من مجال التعهد التلقائي للمكتب الجامعي .

وحيث و بالرجوع للفصل 31 من المجلة التأديبية نجد أنه أورد حالتين من المخالفات :

-الأولى في صورة ورود إسم لاعب أو مدرب أو مسير على ورقة المقابلة يعاقب آليا و تم إستعمال عبارة " automatiquement " وذلك حتى صدور قرار عن اللجنة الوطنية للتأديب و الروح الرياضية .

-أما الصورة الثانية فهي حالة ورود إسم اللاعب أو المدرب أو المسيير في التقارير التكميلية للحكم أو مراقب المقابلة أو التقارير الأمنية أو أي مسؤول مكلف بصفة رسمية سواء من الجامعة أو الرابطة هنا يحال ملفه على مجلس التأديب و هنا تتولى الإدارة المختصة إعلام النادي بأي وسيلة تترك أثرا كتابيا و تنطلق العقوبة في هذه الحالة بداية من تاريخ الإعلام إلى غاية المثول أمام اللجنة الوطنية للتأديب .

هنا من الثابت أن ملف السيد يوسف العلمي تنطبق عليه الصورة الأولى من الفصل 31 من المجلة التأديبية ذلك أن إسمه دون في ورقة المقابلة و ليس بالتقارير التكميلية و بالتالي وحسب الفصل المذكور لا لزوم لإجراءات الإعلام . أما الفصل 45 من المجلة التأديبية فقد إعتبر أن حضور مسير تحت طائلة عقوبة وقتية أو نهائية و إستعمل عبارة " préventif ou définitive " و لم يستكملها و يتواجد على بنك البدلاء أو أرضية الملعب يكون موضوع إثارة و أورد النص المذكور عبارة " évocation " بصورة صريحة . وهنا و خلافا إلى ما ذهبت إليه بعض التأويلات من أن وضعية السيد يوسف العلمي لا تكون موضوع إثارة إستنادا إلى الفصل 136 من اللوائح العامة للجامعة التونسية لكرة القدم الذي أورد صور الإثارة فإن نص الفصل 45 من المجلة التأديبية أكد صراحة بأن هاته الحالة هي موضوع إثارة و بالتالي لا يمكن إعتبارها إحترازا فنيا أو إحتراز تأهيل على معنى الفصل 136 ذلك أن النص لم يترك مكانا للتأويل .

في خصوص إثبات هاته الواقعة فقد أكد أنها تكون خاصة بتقارير الحكام و المراقبين و هنا بإمكان الرابطة المحترفة لكرة القدم طلب تقرير تكميلي من حكم المقابلة و الذي لا نتصور أنه سأتي خلافا للصور التلفزية ذلك أن الفصل 6 من المجلة التأديبية و الذي يعتبر من القوانين العامة أن الصور التلفزية تكون معتمدة خاصة بالنسبة للقنوات المتعاقدة مع الجامعة التونسية لكرة القدم و بالتالي بإمكان الرابطة المحترفة طلب تسجيل المقابلة التي بثتها قناة " الكأس " القطرية و المتعاقدة مع الجامعة التونسية لكرة القدم و إعتماد تلك التسجيلات . نتمنى أن تحسن الهياكل الرياضية تطبيق القانون و ذلك ضمانا لمصدقيتها و إستقلاليتها و دون اللجوء إلى الهياكل الرياضية الدولية وذلك حفاظا على سمعة كرة القدم التونسية.

بقلم :الأستاذ محمد علي غريب

التعليقات

علِّق