بين صحفي المتوسط ونداء تونس : الاعتداء المسكوت عنه

بين صحفي المتوسط ونداء تونس : الاعتداء المسكوت عنه

بقلم : الناصر الرقيق

مرّة أخرى أجد نفسي مضطرّا للعودة إلى الحديث عن الإعلام و الإعلاميين و ذلك نظرا لما شاهدته خلال الإحتفال بالذكرى الأولى لمبادرة السبسي و طبعا فالجماعة من حقهم أن يفرحوا و يمرحوا و يزغردوا أيضا ملئ أفواههم لكن ليس بالتطاول علينا في كلّما سمحت لهم الظروف بذلك.
طبعا فمن تربّى داخل أروقة وكالة الإتصال الخارجي و أكل و شرب من خيرها العميم لا يمكن له اليوم أن يصبح حرّا أو حتى متبنيا لقيم الحرية و العدالة بإعتبار أن هذه المفاهيم لم تعرف الطريق إلى قلبه و عقله في يوم من الأيام .
لا أظن أن هاته الكلمات تكفي لوصف ما حدث لأحد الزملاء الصحفيين من قناة المتوسط الذي لم يكن جرمه خلال الندوة الصحفية لنداء تونس سوى سؤال عادي عن تمثيلية النساء داخل هذا الحزب الذي يحمل لواء حرية المرأة لكن هذا السؤال العادي جدّا لم يعجب ليلى الحمروني التي أهانت الزميل ومسته في " رجولته " و لا ندري هنا إن كان أمثال هذه في الحكم و تجرّأ أحد الصحفيين على شيء أكثر جرأة من مجرّد سؤال ؟ طبعا أواسي زميلي الذي تعرّض للإهانة و أشدّ على أيديه و أقول له لا عليك يا صديقي فإمضي فيما عزمت عليه و ملتقانا إن شاء الله في تونس الديمقراطية التي نحلم بها و يؤدّ كل من يحاول  تحويل حلمنا إلى كابوس.
لكن للأسف الشديد لم يقف الأمر عند هذا الحدّ حيث بادرت الزميلة الصحفيّة سناء الماجري بنصرة زميلها و لم تجد بدّا لذلك سوى التوجّه للطاهر بن حسين الذي هو قيادي بنداء تونس و الذي من المفترض أنه إعلامي لتقول له حرفيا و هنا أنقل كلامها كما جاء على لسانها عملا بالحكمة القائلة ليس من سمع كمن رأى حيث تقول سناء الماجري " أول حاجة يلزم يعملها حزب نداء تونس هو طرد المسماة ليلى الحمروني لقد كنت هناك وتحولت مباشرة اثر اهانة هذه المرأة لزميلنا في قناة المتوسط الى الاعلامي الطاهر بن حسين بصفته قيادي في الحزب ولمته على صمته بل ومساندته للحمروني وهو الذي ما انفك يوهمنا بدفاعه عن حرية الصحافة والصحفيين فتخيلوا بماذا اجابني لقد قال لي "هذاكا يخدم في قناة نهضوية يستاهل " برافو طاهر بن حسين اقنعتني بانك حقوقي ومناضل ودفاعك عن سامي الفهري لم يكن لمجرد التسويق لصورتك " طبعا زميلتي سناء ليس غريبا عن الطاهر بن حسين هذا القول.
فهذا الرجل الغارق في عمى إيديولوجيته التي أفسد بها و لايزال عمل قناته الحوار التونسي التي نعتقد أن بها الكثير من الكفاءات التونسية الذين لا نعتقد أنه لا يعجبهم ما يأتيه " عرفهم " لكن الله غالب " الخبزة " كما يقال فبن حسين بهذا الموقف الذي أتاه شابه تقريبا أولائك الذين يعتدون على الصحفيين و الذي يقول في علنه أنه مجنّد للتصدي لهم لكنه ناقض نفسه فتحوّل هذا المدافع عن حرية الصحافة أحد الذين ينتهكونها كما أنه بذلك أفصح عن حقيقة نواياه تجاه حرية الإعلام حيث نستنتج من كلامه هذا أنه لا يؤمن بها إلا لصالحه أو صالح من هم على شاكلته أمّا من يخالفونه الرأي و التوجّه فلا حقّ لهم في الحريّة و بالتالي كلّ مباح في حقهم.
كان من المفترض أن لا تسمح قيادات نداء تونس بهذا الفعل حتى لا يكرّسوا حقيقة الإتهامات التي توجّه لهم من قبل مناوئيهم بأنهم من بقايا النظام و أنهم ساعون بكلّ جهدهم للإنفلاب على الثورة و الإرتداد عن قيم الحريّة و الديمقراطية غير أنه في كلّ مرّة تتوفر لهم فرصة إثبات العكس يفضلوا في ذلك بل يعطوا إشارات توحي بأن جزء كبير من هذا الكلام.
أعتقد أن حرية الصحافة و النشر ليست منّة من أحد و نحن معاشر الصحفيين مهما كانت توجهاتنا و قناعاتنا فإنه من حقنا ممارسة عملنا دون ضغط من أحد سلطة أو معارضة كما أنه يجب على جميعهم أن يعوا أنه لا يحق لهم القيام بهذه الممارسات البائسة أو السكوت عليها بتعلّة إنتماء ذلك الصحفي لتيّار فكري معيّن و عاشت الصحافة حرّة في تونس مهما كاد لها الكائدون يمينا و يسارا و أسافلة ( أقصد هنا بقايا النظام البائد ). 
الناصر الرقيق

التعليقات

علِّق