بن بريك و المنطق الأعوج

بن بريك و المنطق الأعوج

الحصري - مقال رأي

بقلم : الناصر الرقيق 

حتى لا يقال أننا نستهدف مناضلا و كاتبا و أديبا نشرت له كبريات الصحف العالمية و دافعت عنه كبار الشخصيات الحقوقية في العالم و من بينهم الرئيس محمد منصف المرزوقي حين تمّ تلفيق قضيّة ضدّه من قبل نظام المخلوع و سجنه ظلما، فإننا نعترف أن توفيق بن بريك كان مناضلا شرسا ضدّ النظام البائد لكنّ لا ندري على وجه الدقّة ما الذّي حدث لبن بريك حتّى يصبح على ما هو عليه.
فمن النضال و الدفاع عن أولاد الحفيانة كما يسمّيهم صار للرجل مواقف غريبة بل مقرفة و مقزّزة إلى أبعد الحدود، حيث أنّه في كلّ مرّة يظهر فيها في إحدى القنوات إلاّ و يتحفنا بجمل من السبّ و الشتم و التحقير لرموز معارضة بن علي في حين لم نسمع له و لو مرّة حديثا من هذا النوع المتدّني عن السبسي و الجوقة المحيطة به بل على العكس قد تراه يجد المبرّرات لدخول السبسي قصر قرطاج بعلل واهية لا يقبلها حتى عقل الباجي نفسه.
آخر ما جادت به بالوعة بن بريك حين أزاحت الغطاء عنها مريم بالقاضي ليلة البارحة في قناة " بوهم الحنين " كوكتيل من القذارة اللغويّة في حقّ السادة منصف المرزوقي و نجيب الشابي و مصطفى بن جعفر، فربما كان لبن بريك إختلاف مع هؤلاء و هذا حقّه لكن ما ليس من حقّه أن يشتمهم بتلك الطريقة خصوصا و أنّ هؤلاء المناضلين و بالأخصّ الدكتور المرزوقي دافعوا عنه و تضامنوا معه حين تمّ سجنه أيّام المخلوع بل أنّ المرزوقي قام بتأليب الرأي العام الحقوقي الفرنسي و الدولي ضدّ نظام بن عليّ ذاكرا بالإسم سجنه للصحفي توفيق بن بريك، و بعدها يأتي توفيق و ينعت المرزوقي بالنعجة.
توفيق، ليس من الشهامة في شيء أن تحقّر من مناضلين أنت أعلم الناس بنضالهم، قد تختلف معم بل قد تكون ألدّ أعدائهم لكن لا تنس أنّ للعداء و الإختلاف أخلاق، نعم قد يكون لهؤلاء الساسة أخطاؤهم و لذلك هم الآن يدفعون الثمن لكن مهما يكن من أمر فهم من المحسوبين على الثورة مثلك حيث لو لم تقم في البلاد ثورة لمازلت أنت و هم في ذاك الضنك الذين كنّا نعيشه جميعا، فلا تجعل نسمات الحريّة تنسيك ألم المحنة التي لم يشعر بها الذين يضحكون الآن ملئ أفواههم على كلماتك بحقّ معارضيهم زمن الحاكم بأمرهم المخلوع، ففي ذاك القوت حين كان السوط يجلد ظهر الشعب و مناضليه لا أشكّ في أنّ من تدافع عنه اليوم و من على شاكلته كانوا يتمتّعون بخيرات البلاد التي لطالما أردنا تقسيمها بشكل عادل بين أبناء الشعب، فرجاء يا توفيق لا تستكثر على هذا الشعب أن يحكمه واحد من أبناء ثورته، و لا أظنّك حاسدا بما أنّ " الفلّوس ما ينقر كان عين خوه ".

التعليقات

علِّق