بنزرت تشيع " ابنها" المناضل الوطني والحقوقي الدكتور العالمي المرحوم سليمان الدقي لمثواه الاخير

شيعت اليوم الجمعة مباشرة عقب صلاة الجمعة الساحة الوطنية والحقوقية والطبية التونسية عامة وبولاية بنزرت خصوصا " احد ابنائها البررة" المناضل الوطني الجسور والحقوقي العروبي الاصيل والدكتور العالمي في مجال الاعصاب المرحوم سليمان الدقي ، الى مثواه الاخير بمقبرة العين من معتمدية بنزرت الشمالية ، وذلك في موكب مهيب حضره العديد من ابناء الجهة وكل البلاد من عموم المواطنين من ابناء الجهة واهله وعديد الشخصيات الوطنية والجهوية المسؤولة المباشرة والسابقة من كل الفئات الرسمية والمجتمعية والسياسية والاعلامية ، على غرار السيد محمد قويدر والي بنزرت والسيد الهادي البكوش الوزير الاول الاسبق الذي تولى تابين المرحوم و السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية والسيدة راضية النصراوي الحقوقية المعروفة و السيد هشام الصافي امين عام حركة الوحدة الشعبية وعمر البجاوي كاتب الدولة للداخلية الاسبق ورئيس النيابة الخصوصية لبلدية بنزرت الحالي السيد محمد رياض اللزام وعدد من الرؤساء السابقين للبلدية الى جانب عدد غفير من رفقاء درب المرحوم وايضا زملائه في المجال الطبي.
و المرحوم المناضل سليمان الدقي ووفق تاكيد المؤرخ والوجه الحقوقي الاستاذ فوزي الصدقاوي كان عَلَمَا بعِلمه وعلامة بنضاله، قطع بنفسه في بلاد ''الآخر'' مسارا من أجل المعرفة، وراكم فيها مسيرة من أجل التحرير، فخرج بالعروبة وهمومها من حصار القطرية إلى كونية القضية، فوسّع من نطاقها من جيل إلى جيل ورحّل نشاطها من جنوب المتوسط إلى شماله وجعل منها قضية جامعة فحوّل انصارها من الانتصار للدم إلى الانتصار للثقافة والمبادئ الإنسانية.
وهو من مواليد مدينة بنزرت في جانفي 1937، كان تحوّل بعد أن أنهى دراسته بجامع الزيتونة إلى الإتحاد السوفيتي لدراسة الطبّ ومنها تخرّج طبيب أعصاب سنة 1967،
خلال سنوات دراسته في تونس ثم في موسكو ناضل من أجل تحرير الجزائر، حوكم غيابيا بـ 8 سنوات سجنا لنشاطه السياسي، فأقام لاجئا سياسيا سنة 1968 بفرنسا، وظل يتابع نضالاته من أجل القضايا العربية والقضية الفلسطينية، ومن أجل أن تحافظ الجالية العربية على هويتها الثقافية، وأن تلعب الدور المطلوب من موقعها ذاك في دعم القضايا العربية وقضية فلسطين بما هي القضية المركزية كما كان يؤكد دائما.
خلال إقامته بفرنسا أنشأ عددا من الجمعيات وتولى رئاسة بعضها، منها (جمعية الحق العربي) و(جمعية معرفة الإسلام) و(جمعية النداء العربي الفرنسي).
كما كان للدكتور سليمان الدقي علاقات مع شخصيات مغاربية بالمنفى مثل أحمد بن صالح والفقيه البصري وأحمد بن بلة، وعلاقات مع شخصيات عربية كثيرة وعلى وجه خاص الراحل ياسر عرفات. زار العراق سنوات الحصار، وزارها سنة 2003 إثر الاحتلال الأمريكي،
شارك في كتاب جماعي عن السودان سنة 2005 (السودان: من أجل سلام حقيقي في دارفور)، وكتاب جماعي آخر عن العراق سنة 2008 (المقاومة في العراق لها كلمتها)،
ومع أن القضايا العربية، كانت تأخذ الحيّز الأكبر من إهتماماته وإنشغالاته، إلا أن صلته بتونس لم تنقطع، فمن موقعه ذاك ظل يكتب متابعاته السياسية في الشؤون التونسية على أعمدة جريدة الشعب التي نشرت له عدة مقالات.
كما كانت عيادة الدكتور سليمان الدقي ببارس لعلاج المرضى، لكنها أيضا كانت ملجأ للمساعدة يقصده الفقراء وأصحاب الحاجات من المهاجرين وهي أيضا محجاً دائما للمثقفين والسياسيين عربا ومغاربة قصدَ طلب الرأي والنصيحة والعمل المشترك. ساعدته النشأة في تونس أن يكون عُروبيا تحرريا وساعده وجوده في البلاد الأوروبية أن يجذّر هويته النضالية تلك، دون أن يكون مشغولا بهواجس الإيديولوجيات ولا معنيا باصطفافات المحاور الإقليمية، لذلك كان عروبيا خالصا، صديق لمن قاسمه همومه العربية القصوى.
وقد وافته المنية رحمه الله يوم 8 فيفري 2017 باحد مستشفيات باريس.
طارق الجبار
التعليقات
علِّق