بعد وصول أكثر من 4 ملايين جرعة : كل شيء يجب أن يتغيّر حتى لا نخسر كل شيء في النهاية

بعد وصول أكثر من  4 ملايين  جرعة : كل شيء يجب أن يتغيّر حتى لا نخسر كل شيء في النهاية

مثلما نعلم فقد تهاطلت علينا في الأيام الأخيرة المساعدات من كل حدب  وصوب إلى درجة أن بعضنا بات " يغلط في الحساب " . ودون الدخول في تفاصيل قد لا تفيد اليوم أحدا فقد أعلن وزير الصحة أن جملة التلاقيح التي وصلت حقيقة إلى تونس بتاريخ يوم أمس الاربعاء 14 جويلية 2021 بلغت أكثر من 4 ملايين جرعة ( أي ما يضمن تلقيح مليوني بشر إضافيين ) وما زال العدد سيرتفع باعتبار الوعود التي أعلنت عنها بلدان شقيقة وصديقة لم ترسل بعد مساعداتها.

ومثلما نعلم فإن هذا التلاقيح " حساسة " جدا ويجب حفظها في درجة حرارة منخفضة جدا كي لا تفسد وتصبح غير صالحة للاستعمال. ونظرا إلى النسق البطيء جدا  الذي ما زالت تشهده عملية التلقيح في كافة أنحاء البلاد فإن الخوف كل الخوف أن نظل نسير على هذا النسق فيحصل ما لا نرغب فيه وهو إتلاف عدد كبير من اللقاحات التي نعلم جميعا كيف جاءت وبأي ثمن كان ذلك.

وعلى هذا الأساس وحتى نكون عمليين وأكثر نجاعة وفاعلية يجب علينا أن نغيّر كل شيء في الاستراتيجية المعتمدة حاليا في عملية التلقيح.فقد أظهرت منظومة " إيفاكس " الكثير من الخور والقصور والسلبيات التي فاقت أحيانا إيجابياتها ومن ذلك مثلا أن الرقم الأخضر ( 80102021 ) لا يعمل وأراهن كل من يقول عكس هذا أن يتصل فإذا أجابه أحد ولو بعد 10 سنوات يأتيني عندئذ لنتحاسب... وطبعا هناك تفاصيل أخرى تخص هذا الرقم ولا فائدة في ذكرها الآن.

من جهة أخرى يجب أن يتجنّد الجميع لإنجاح حملة تلقيح عامة وشاملة وسريعة لأنها أصبحت خيارنا  الوحيد إذا أردنا أن نسيطر على هذا الوباءوأن نحدّ من انتشاره. فلا يعقل مثلا أن تفتح مراكز التلقيح أبوابها 8 ساعات في اليوم ثم تغلق بعد ذلك وكأن العاملين فيها يعملون في إدارة عمومية. فلا معنى للوقت في حملة ترمي إلى ربح الوقت أمام سرعة انتشار الوباء.

ومثلما نعلم فقد انخرط  جيشنا الوطني في حملة التلقيح وبات يمارسها في مناطق بعيدة عن المراكز التي جعلت لذلك . ومن هنا يجب علينا جميعا أن ندعم  جهود الجيش وجهود الإطار الطبي بجميع أصنافه ( الجيش الأبيض ) .  ومن هنا أيضا على السلطة أن تشرك الإطارات والأعوان والمؤسسات الاستشفائية الخاصة والصيدليات والمخابر وكل ما له علاقة بالتلقيح ليصبح الجميع كتلة واحدة ومتحدة ضد الوباء فننتصر عليه وإلا فإننا  سنبقى حيث نحن ولن تقوم لنا قائمة بعد اليوم.

وحتى نكون على درجة أكبر من السرعة الفاعلة يجب أن نغيّر تكتيك المنظومة الإعلامية  فنتخلى عن " القديم " ونتبع طريقة جديدة قد تكون أنجع وأفضل وهي أن  نضاعف من مراكز التلقيح بإشراف المختصين طبعا وأن نذهب إلى الناس حيث هم ( في الأرياف والمناطق البعيدة خاصة ) وأن نقنعهم بضرورة التلقيح ثم نلقّحهم ونسجّلهم في نفس الوقت وكفانا ما لاقى الكثير من الناس من ويلات منظومة التسجيل القديمة ولا فائدة في ذكر التفاصيل.

إن هذه المساعدات والهبات التي منّ بها علينا الصديق والشقيق هي في النهاية نعمة من الله جاءتنا قبل فوات الأوان بقليل ( في الدقيقة 90 مثلما يقول جماعة كرة القدم ) فلا يجب أن نسيء التصرّف فيها حتى لا نندم يوم لا ينفع الندم.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق