بعد كلمة رئيس الحكومة : انتظرنا " القرارات الموجعة " فوزّع علينا المشروبات والمرطبات

بعد كلمة رئيس الحكومة : انتظرنا " القرارات الموجعة " فوزّع علينا المشروبات والمرطبات

 


انتظر التونسيون بفارغ الصبر كلمة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ خاصة أنه أشار سابقا إلى ضرورة اتخاذ قرارات موجعة بحكم الظرف الدقيق الذي تمرّ به البلاد ويستوجب اتخاذ مثل هذه القرارات .
وجاء رئيس الحكومة منذ حين لكن ما الجديد الذي أتانا به ؟.
في البداية يجب أن نقرّ بأن بعض القرارات في محلّها لكن الكثير منها جاء متأخّرا . فغلق الحدود مع أوروبا عموما ومع إيطاليا بصفة أخص كان على رئيس الحكومة أن يتّخذه منذ مدّة لعدة اعتبارات لعلّ أهمّها قرب إيطاليا منّا وأنا لسنا أكثر حكمة أو قدرة على المجابهة من  أبناء عمومة الطليان ( الأوروبيين ) الذين أغلقوا حدودهم معها حتى من باب الاحتياط . ثم ما معنى الإبقاء على رحلة يوميّة إلى فرنسا ورحلة أسبوعية نحو مصر وإسبانيا  وألمانيا وأنقلترا ؟. و ما معنى استثناء فرنسا بالذات من إغلاق الحدود  والإبقاء على رحلة يومية معها ؟. هل إن فرنسا خالية من الفيروس خلافا لما قاله رئيسها يوم أمس وقد كاد يرفع الراية البيضاء في هذا السياق ؟.  هل قيل لرئيس الحكومة إن آلافا من التونسيين عالقون في هذه البلدان وينتظرون منه أن ينقذهم ويعيدهم إلى بلادهم ؟. وما معنى الإبقاء على التظاهرات الرياضية دون حضور جمهور ؟. هل إن اللاعبين والحكام والمسيرين ورجال الأمن والحماية المدنية لا قيمة لهم أو " معصومون " من فيروس " كورونا " ؟. ألم يكن من الأفضل أن يكون الوزير أكثر شجاعة فيقرر إلغاء كافة الأنشطة الرياضية حتّى إشعار آخر؟.
وما معنى إغلاق المقاهي والملاهي الليلية بداية من الرابعة مساء ؟. هل إن " كورونا " تكون نائمة مثلا في ساعات الفجر الأولى إلى حدود الرابعة مساء ؟.
وتبقى بكل تأكيد مسائل أخرى مهمة جدا لم يأت عليها رئيس الحكومة على غرار النقل ووسائل النقل  التي يكثر فيها الازدحام وتكون بالتالي أرضية خصبة لتنقّل الفيروس بين الناس . وقد لاحظنا ( رغم تطمينات الرئيس المدير العام لشركة نقل تونس ) تململا وغضبا من أعوان الشركة الذين طالبوا بالحماية باعتبار أنهم في الخط الأول للمواجهة من خلال الاحتكاك المباشر مع المواطنين وما يعني ذلك من إمكانية إصابتهم بالفيروس . إلا أن رئيس الحكومة لم يتحدّث مطلقا عن هذا الموضوع الذي لا يهم الأعوان فحسب وإنما يعني ملايين من التونسيين من مستعملي وسائل النقل العمومي .

التعليقات

علِّق