بعد عملية بن قردان : أريحوا " البلاتوهات " من هؤلاء .. !

بعد عملية بن قردان : أريحوا " البلاتوهات " من هؤلاء  .. !

 


مع وقوع كل عملية ارهابية في تونس ، غالبا ما تسأل النخب عن ازمات شعوبها وعن الحلول التي قد تنهي تلك الازمات او تحد من خطورتها، وهو ما جعلنا نسأل أي دور للنخب السياسية التونسية في ظاهرة الارهاب؟ وهل يمكن ان يكون لها دور في معالجة تلك الازمة؟
لكن مع مرور الايام ظلّت دار لقمان على حالها وبقي نفس السياسيون يجترّون نفس الكلمات والشعارات والاتهامات لخصومهم في إطار غايات سياساوية وحزبية ضيقة وهي أبعد ما يكون عن مصلحة الوطن .
ومنذ اليوم الأول للعملية الارهابية الأخيرة في بن قردان ، توجّه المئات من التونسيين والشخصيات المستقلة الى النخبة السياسية بنداءات عاجلة  لمطالبتها بالابتعاد عن البلاتوهات التلفزية و" إراحة " الشعب من " هرجهم " وبكائياتهم وتحاليلهم المجانبة للصواب والتي تصبّ في مصالحهم الضيّقة ، مقابل فسح المجال للأكاديميين والاطارات الامنية والعسكرية وعلماء النفس والاجتماع لتحليل الظاهرة والرفع من معنويات الشعب التونسي ، إلا ان سويعات قليلة بعد العملية انتشر العشرات من السياسيين بين البلاتوهات وانتشر معهم " القصف " السياسي المعتاد ... فهذا يحمّل النهضة مسؤولية الارهاب وذاك يتهم الرئيس السابق محمد منصف المرزوقي ، وسياسي فاشل آخر يلمّح بنبرات جهوية الى تورط اهالي الجنوب في الارهاب رغم انهم حماة الديار وهم اكثر الذين قدموا شهداء لهذا الوطن ، أما البعض الاخر فخرج ليتهم الجبهة الشعبية باثارة الفوضى ، فيما تفتحت قريحة احد السياسين لاتهام التجمعيين بما يقع من احداث ارهابية في تونس وبتخاذل حزب نداء تونس ، دون الحديث عن الاتهامات الموجهة لمحسن مرزوق بالتخابر مع دول اجنبية  وغيرها من الاتهامات الخطيرة التي " نفثوها " بيننا عبر بلاتوهات تلفزية تفوح منها روائح غير بريئة .
الغريب في الامر ان جميع الدول في العالم تتوحد نخبتها السياسية كلما تعرضت لكارثة بيئية او عملية ارهابية باستثناء تونس ، فخلال عملية " باتاكلون " الارهابية في باريس تناقلت جميع وسائل الاعلام الفرنسية صورة للرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند وغريمه الازلي نيكولا ساركوزي وهما جنبا الى جنب ويدا واحدة في مجابهة الارهاب ، وهي نفس الوضعية السياسية في بقية الدول على غرار الولايات المتحدة الامريكية او بريطانيا او غيرهم ، لكن في تونس كلما وقعت عملية ارهابية الا و كشّر السياسيون عن " حقدهم " الدفين تجاه بعضهم البعض من خلال كيل الاتهامات فيما بينهم وتغذية النعرات الجهوية واثارة الرعب والفوضى والتفرقة بين التونسيين . ولسائل أن يسأل " جهابذة " السياسية ، هل تتحمل الجبهة الشعبية او حركة النهضة او منصف المرزوقي او التجمعيين انتشار الارهاب في العراق والسودان والصومال ومالي والتشاد وافغانستان واليمن وباكستان وكشمير واندونيسيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرهم من بلدان العالم ؟

فمتى سيرحمنا الاعلام من هؤلاء الذين قسّموا وطننا بين جنوب وشمال وساحل وداخل ، ونشروا الفتنة بين التونسيين وساهموا بتصريحاتهم في تفشّي الارهاب الذين يدعون محاربته ؟؟

ش.ش

التعليقات

علِّق