بعد صفعة أوغندا : منتخبنا خرج بفضيحة فكفّوا عن المغالطات و عمليّات التجميل التي لا يصدّقها أحد

بعد صفعة أوغندا : منتخبنا خرج بفضيحة  فكفّوا عن المغالطات و عمليّات التجميل التي لا يصدّقها أحد

 

لأنه وصل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب بالصدفة و " الدزّان " فقد خرج منتخبنا من الشبّاك بفضيحة مدويّة رغم محاولات التجميل والماكياج التي يقوم بها البعض ( خاصة الأطراف الرسمية ) للبحث عن الأعذار والتبريرات والتخفيف من وطأة النكسة .

لقد كتبت عندما ترشّح هذا المنتخب إلى ربع النهائي وقلت آنذاك إنه لا يرجى أي خير من منتخب " نجح بالإسعاف " . ولمن ينسى بسرعة أو يتناسى فقد ترشّح المنتخب كأفضل ثالث في ترتيب المجموعات أي " بالعربي " لم يكن ترشّحه عن جدارة واستحقاق. وفي نصف النهائي برهن المنتخب أنه محدود الإمكانات من جميع النواحي بالرغم من أن به عناصر ممتازة بدنيّا وفنيّا  فلم يخلق طيلة 120 دقيقة ضدّ المغرب فرصة  حقيقيّة واحدة . وبركلات الحظّ أزاح منتخب المغرب ومرّ إلى نصف النهائي.

وفي لقاء الأمس ضد أوغندا لاحت مرّة أخرى حدود المنتخب فلم يصل إلى مرمى المنافس في الشوط الأول على سبيل المثال إلا في مناسبة وحيدة سجّل إثرها هدفه الوحيد اليتيم إثر ركنية مثلما هو معلوم .

ولعلّ ما يحزّ في النفس إلى حدّ الشعور بالقهر أن منتخب أوغندا لا تعرف له صولات ولا جولات في كرة القدم الإفريقيّة . فهو منتخب مغمور لا يكاد يعرفه أحد حتى داخل القارة . ورغم ذلك فقد صفعنا وأجبرنا على أن نستفيق من حلمنا وأن نتخلّى عن غرورنا الكاذب إذ يعتقد الكثير من المسؤولين عن كرة القدم عندنا أننا " شعب الله المختار " في كرة القدم الإفريقية وأننا من كبار القوم في القارة إن لم نكن أكبرهم . وقد غاب عن هؤلاء المسؤولين أن المنتخبات الإفريقية التي يقال إنها ضعيفة تعمل منذ سنوات في صمت وتحرز التقدّم في كافة المجالات ولعلّ وصول منتخب " غمبيا " إلى نصف النهائي وخروجه بصعوبة ضد المنتخب الغاني دليل على أنه لم يعد في عالم الكرة كبير وصغير... بل يوجد من هو متواضع ومن هو مغرور ومتعال ... يوجد من يعمل ويقدّم ومن " يكمبن " صحبة مجموعة معيّنة من الأسماء وضعت منتخباتنا تحت سيطرتها حتّى يخيّل للبعض منّا أن هذه  المنتخبات باتت حكرا عليها أو أنها تابعة لأملاكهم الخاصة ... يوجد من يخطّط ويجلب مدرّبين قادرين على التخطيط للمستقبل وتسطير البرامج لمنتخبات الشبان ويوجد من " يحسب " ويعيّن الشيوخ على  منتخبات الشبان وكأن هؤلاء " الشيوخ " مكتوبون في وثائق المنتخبات أبد الدهر.

ورغم هذا الخروج المذلّ الذي لا يمكن لنا أن  نهضمه  بسرعة أو أن نجد له الأسباب المنطقيّة ما زال البعض يحاول التبرير وإيجاد الأعذار كالقول مثلا إن الوصول إلى نصف النهائي إنجاز تاريخي أو إننا نكتسب الخبرة في مثل هذه الدورات أو غير ذلك من الهراء الذي يخفي  جبنا وتهرّبا من الحقيقة ومن تحمّل المسؤولية التي تبدو واضحة للجميع إلا جماعة الجامعة التونسية لكرة القدم التي يبدو أنها تتقن كلّ شيء في هذه البلاد إلا تطوير كرة القدم .

مرّة أخرى أقول إن وصولنا إلى ربع النهائي كان صدفة وإن " فوزنا " على منتخب المغرب في نصف النهائي كان أيضا صدفة وإن خروجنا على أيدي " أوغندا " كان فضيحة . لذلك لا تحاولوا أن تزيّنوها بأي ادّعاء كان . فكل الإدّعاءات لم تعد تنطلي على أحد .

تبقى ملاحظة أخيرة موجّهة إلى " عباقرة " التعليق الرياضي في تونس : كفّوا عن استعمال فعل " انسحب " أو انسحاب منتخبنا الوطني من كذا أو كذا ... فالإنسحاب فعل اختياري يقوم به المنسحب . أما الحقيقة فهي أن منتخبنا أقصي أو " طرّدوه " رغما عنه وليس بإرادته .

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق