بعد زيارة الرؤساء الثلاثة لقصر العدالة : كيف تصنع دكتاتور من إخفاء القمامة ؟

بعد زيارة الرؤساء الثلاثة لقصر العدالة : كيف تصنع دكتاتور من إخفاء القمامة ؟

الحصري - مقال رأي

خلنا أن الثورة " كنست " عديد الممارسات مع رحيل بن علي ذات مساء من 14 جانفي 2011 ، لكن يبدو ان تلك الأماني تحولت الى أضغاث أحلام  ، بدليل أنه لا شيئ تغير في تونس بعد الثورة سوى انتشار الاوساخ والفوضى و " الباندية " في كل مكان .
ما حصل ليلة أمس في شارع " باب بنات "  يؤكد ان العديد من الادارات والمؤسسات مازالت تعدل عقارب ساعاتها على زمن " المخلوع " ، حيث تفاجأ رواده ليلة أمس بفيلق من شاحنات التنظيف ومهندسي النظافة - لي إحترام خاص لكل من يسمونه زبال- يقلبون المكان رأسا على عقب ولم يغادروا  المكان الا بعد تنظيف وغسل الجدران والارصفة والطرقات  واخفاء جميع العيوب.
.
 المؤسف في الأمر أن الغاية الوحيدة  من هذه الحملة هي تهيئة الشارع لإستقبال الرؤساء الثلاثة الذين زاروا قصر العدالة  بباب بنات صباح اليوم لافتتاح السنة القضائية الجديدة وهو ما يؤكد ان عملية التنظيف غير بريئة ولم تكن " من أجل عيون المواطن المسكين " بل من أجل عيون السادة الرؤساء .
عملية طمس معالم الاوساخ تكشف وجود اطراف في البلديات مازالت تعمل بعقلية العهد البائد التي تقوم على مبدأ " أينما حل الزعيم أينما حلت الازهار والعصافير " في حين تعود الاوساخ والروائح الكريهة مع رحيل " السيد المسؤول " . 
ما حدث ليلة امس لا يجب السكوت عنه ولا بد من الرئاسات الثلاثة ان يعرفوا  - وهم على علم - بحجم الخراب والدمار والاوساخ الذي باتت ليه أزقة وأحياء باب بنات وباب جديد وباب سويقة وجل المدينة العتيقة مهما حاول اخفاءها عمال البلديات . .
زهر الدين بالرحيمة

التعليقات

علِّق