بعد خروجنا المخجل من ربع النهائي : متى نقطع مع سياسة الرعواني ونعطي قيمة لمنتخبات الشبان ؟

بعد خروجنا المخجل من ربع النهائي : متى  نقطع مع سياسة الرعواني ونعطي قيمة لمنتخبات الشبان ؟

فشل منتخبنا الوطني لأقل من 20 عاما يوم أمس في الوصول إلى نصف نهائي البطولة العربية التي تقام بالمملكة العربية السعودية بعد الهزيمة المرّة ضدّ المنتخب  الجزائري.

وقد تابعت  اللقاء يوم أمس مباشرة  على قناة " نايل سبورت " تفاديا لمزيد من أوجاع الرأس التي بات يسببها لي  المعلّقون التونسيون . ورغم ذلك لم أسلم من  بعض تلك الأوجاع حيث ما إن عدت إلى الوطنية الثانية التي كانت تنقل اللقاء أيضا حتى سمعت  المعلّق رفقي بوستّة يقول إن منتخبنا قدّم لقاء ممتازا  وإن الحظ لم يكن إلى جانبه ليس إلّا.

وبما أن هذا الكلام يدخل في إطار التجميل والمجاملات وقلب الحقائق أحيانا ( لغاية في نفس يعقوب ) فإن من الواجب أن أبدي بعض الملاحظات التي قد تنفع من يريد أن يأخذ بها وقد لا تنفع من لا يريد أن يرى إلا ما ترى عيناه وأقصد هنا مسؤولي الجامعة التونسية لكرة القدم.

* في كافة أنحاء العالم المتقدّم كرويّا تعهد مهمّة الإشراف على منتخبات الشبان إلى المدرّبين الأعلى درجة والأعلى مستوى دراسيا وعلميّا ..وما إلى ذلك ... إلا في تونس حيث تعهد هذه المهمّة بالولاءات والمجاملات ولنا في  تلك " الورثة " التي أسندت إلى ماهر الكنزاري ويوسف الزواوي ومختار التليلي خير دليل على ما نقول. وهذا يعني أمرا واحدا وهو أن جامعتنا لا تولي أي اهتمام بمنتخبات الشبان ولا تعنيها المشاركات الدولية إلا من باب تسجيل الحضور لا غير.

* رغم كل شيء ورغم  العشوائية في الاختيارات  فقد كان منتخبنا خلال الدور الأول المنتخب الأفضل ( فاز على البحرين 3 - 0 وعلى دجيبوتي 6 - 0 ) وكان المرشّح الأول للفوز بهذه البطولة خاصة بعد أن تم التراجع هذه المرة عن تلك البدعة القديمة وهي دعوة منتخب غير عربي للمشاركة فيها وقد عجز منتخبنا قبل عامين تقريبا عن هزم المنتخب السينغالي في الدور النهائي وكان ذلك المنتخب آنذاك غولا أتى على الأخضر واليابس.

* خلال  لقاء الأمس ضد المنتخب الجزائري لم نلاحظ أيّة خطة في أداء منتخبنا الوطني . فقد كان كل عنصر من عناصره يلعب لحسابه الخاص فلا يكاد المتفرّج يشعر بأن هناك خطة لعب وضعها المدرّب وأوصى بتطبيقها خلال فترات اللقاء . وعلى العكس من منتخبنا تماما كان  منتخب الجزائر يلعب حسب خطة مسطّرة من البداية إلى النهاية إذ اعتمد التكتّل الدفاعي والقيام بالهجمات المرتدّة التي لو استغلّها جيّدا لتمكّن من تسجيل 3 أهداف أخرى على الأقل.

* يضم منتخبنا أسماء معروفة تنشط مع صنف الأكابر في فرقها . لكن توظيفها لم يكن جيّدا ولم نلاحظ مثلا أن هناك  أي " قائد " على الميدان يوجّه زملاءه  وقت الحاجة ويدفعهم إلى حسن التعامل مع مراحل اللقاء لأن السيطرة العقيمة لا تعني شيئا في النهاية .

* إن الأخطاء الشنيعة التي ارتكبها مدافعونا  يوم أمس لا يمكن أن تصدر حتى عن فريق من الهواة. ومثلما قلت فقد كان من حسن حظّنا أن المنتخب الجزائري لم يستغل تلك الأخطاء وإلا لكانت الفضيحة.

* بعض الأطراف حمّلت الحكم السعودي مسؤولية الهزيمة وجعلت منه شماعة والحال أن هذا الحكم لم يرتكب أخطاء قاتلة باستثناء إلغاء هذه شرعي لمنتخبنا ( دورة كاملة  لا تعتمد على تقنيات الفار ) ولم يكن منحازا مثلما قال بعضهم للمنتخب الجزائري اللهم إلا إذا كان هذا " البعض " شاهد لقاء آخر غير الذي شاهدناه.

* صحيح أن الهزيمة كانت مرّة خاصة أن كافة المنتخبات المشاركة لا تفوقنا مستوى وكان علينا أن ننتصر عليها  كلها وأن نفوز بالبطولة ... وصحيح أننا نتحمّل مسؤولية الإقصاء ولا يجب أن نرمي حمولنا على أحد ... لكن حرام أن تظل الأمور على حالها  في كل مرة ... فلا حساب ولا عقاب ولا تحميل مسؤوليات ولا هم يحزنون. فهذا المنتخب يضم عناصر ممتازة جدا ويمكن أن نضيف لها عناصر أخرى مصابة في الوقت الحالي من أجل إعداد منتخب للمستقبل ( أقل من 23 سنة ) بشرط أن نقطع مع الرعواني  وأن نسند مهمّة التدريب والإشراف الفنّي إلى كفاءات حقيقية وليس إلى ولاءات.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق